فانس ينتقد أوروبا ويؤكد: كل الخيارات متاحة مع روسيا.. الشرطي الجديد للعالم

وصف جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، لأوروبا دونالد ترامب بأنه "شريف جديد في المدينة"، وذلك خلال حديثه عن دونالد ترامب، في خطاب أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم الجمعة.
وقال فانس، وفقا لتليجراف: "هناك شريف جديد في المدينة وتحت قيادة دونالد ترامب قد نختلف مع آرائكم ولكننا سنقاتل للدفاع عن حقكم في عرضها في الساحة العامة.
وكرر نائب الرئيس الأمريكي مطالبة الدول الأوروبية بلعب "دور أكبر" في الدفاع عن القارة وانتقد الدول الأوروبية لاستهدافها لحرية التعبير.
انتقد جيه دي فانس بروكسل لإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي بسبب المحتوى البغيض، وهاجم ألمانيا لما وصفه بمداهمات ضد مواطنيها لنشر تعليقات معادية للنسوية، وأدان السويد لإدانتها ناشطًا مسيحيًا. وقال: "أخشى أن حرية التعبير في جميع أنحاء أوروبا تتراجع".
جاءت تلك التصريحات خلال خطاب فانس اليوم أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، وذلك بعد يوم من مقابلة أجراها مع وول ستريت جورنال قال فيها أن كل الخيارات العسكرية والاقتصادية تظل مطروحة على الطاولة إذا فشلت روسيا في الانخراط في مفاوضات بحسن نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في حديثه لصحيفة وول ستريت جورنال، أكد فانس أن الولايات المتحدة لديها أدوات متعددة تحت تصرفها، بما في ذلك التدابير الاقتصادية والعسكرية، للضغط على الرئيس فلاديمير بوتين للتوصل إلى تسوية.
أكد فانس في المقابلة التي نُشرت في وقت متأخر من يوم الخميس: "هناك أدوات اقتصادية للضغط، وهناك بالطبع أدوات عسكرية للضغط". وتأتي تصريحاته قبل اجتماعه المقرر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ميونيخ يوم الجمعة، حيث من المرجح أن تهيمن المفاوضات والضمانات الأمنية على المناقشات.
ترامب يبدأ محادثات مع بوتين، مما يثير مخاوف أوروبية
تأتي تعليقات فانس في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء أنه بدأ مفاوضات مع بوتن لحل الصراع. واعترف ترامب بأن أوكرانيا من غير المرجح أن تستعيد كل أراضيها قبل عام 2014 ورفض جدوى انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل المنظور.
أثار إغفال ترامب الأولي لأوكرانيا من هذه المحادثات القلق بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين خشوا أن يتم استبعاد كييف من المفاوضات الرئيسية. ومع ذلك، أوضح ترامب لاحقًا أن أوكرانيا ستكون بالفعل جزءًا من المناقشات. ورد زيلينسكي، في الرد، على أن أي اتفاقيات يتم التوصل إليها دون مشاركة أوكرانيا المباشرة ستكون غير مقبولة.
الاستقلال السيادي لأوكرانيا: النهج الاستراتيجي لفانس
بينما رفض تحديد الترتيبات الإقليمية أو الأمنية المحتملة، أكد فانس أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان سيادة أوكرانيا. وقال: "هناك عدد من الصيغ والتكوينات، لكننا نهتم باستقلال أوكرانيا السيادي".
إن موقفه يسلط الضوء على التحدي الأوسع المتمثل في موازنة المفاوضات الدبلوماسية مع المخاوف الأمنية لحلفاء الولايات المتحدة وأوكرانيا نفسها. لا يزال النقاش حول الشكل الذي ينبغي أن تتخذه التسوية النهائية مستمراً، حيث يتعامل المسؤولون الأمريكيون بحذر مع المشهد الجيوسياسي المعقد.
استبعاد القوات الأمريكية في أوكرانيا
جاءت تصريحات فانس حول النفوذ العسكري بعد يوم من استبعاد وزير الدفاع بيت هيجسيث بشدة نشر القوات الأمريكية في أوكرانيا كجزء من أي ضمانات أمنية مستقبلية. يتماشى موقف هيجسيث مع استراتيجية إدارة ترامب الأوسع نطاقًا للحد من التدخل العسكري الأمريكي المباشر مع الاستفادة من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية.
نظرة إلى المستقبل: اجتماعات عالية المخاطر في ميونيخ
مع وصول فانس إلى ميونيخ، سيتم التدقيق عن كثب في اجتماعاته مع زيلينسكي وغيره من القادة الأوروبيين. مع بدء مفاوضات ترامب مع بوتن بالفعل، ستكون الأيام المقبلة محورية في تحديد مدى الدعم الأمريكي لأوكرانيا واتجاه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
إن تأكيد فانس على أن "كل شيء على الطاولة" يشير إلى الاستعداد لاستكشاف طرق متعددة، ولكن لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتحول نحو موقف عسكري أقوى أو تعتمد في المقام الأول على العقوبات الاقتصادية والقنوات الدبلوماسية. إن المناقشات المتطورة ستمهد الطريق للمرحلة التالية من المشاركة الدولية في الصراع.