نبيهة لطفي... رائدة السينما التسجيلية التي وجدت في مصر وطنًا للإبداع

يحل اليوم 28 يناير ذكرى ميلاد نبيهة لطفي، المخرجة التسجيلية لبنانية الأصل، ومصرية الهوى، والتي عاشت حياة درامية كانت مصدر إلهام لإبداعها السينمائي.
طردت من الجامعة الأمريكية وهاجرت إلى مصر
وُلدت نبيهة لطفي في مدينة صيدا، وتميزت بشخصية جسورة وعنيدة تحمل روح الباحث عن الحقيقة، وفي خمسينيات القرن الماضي، طُردت من الجامعة الأمريكية في بيروت لمشاركتها في مظاهرات رافضة لتأسيس حلف بغداد، ما دفعها للهجرة إلى مصر، التي فتحت ذراعيها لها ولكل الناشطين السياسيين، والتحقت بالمعهد العالي للسينما وكانت ضمن أول دفعة تخرجت منه عام 1964.
تركت بصمتها في عالم السينما التسجيلية
كانت نبيهة طاقة إبداعية متوهجة، تركت بصمتها في عالم السينما التسجيلية بتقديمها أفلامًا وثائقية خالدة، أبرزها "تل الزعتر"، الذي وثّق مأساة المخيم الفلسطيني الذي حُوصر وقتل الآلاف فيه خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
ألقت الضوء على حياة تحية كاريوكا
كما ألقت الضوء في فيلمها "كاريوكا"، على حياة الفنانة تحية كاريوكا بما فيها من نضال فني وشخصي.
امتازت أعمالها بتماسك السرد البصري واختيار الزوايا المعبرة عن جوهر الأحداث، مما جعل كاميرتها أشبه بعين ثالثة تنقل الحقيقة بصدق واحتراف.
شاركت كممثلة في أعمال سينمائية وتلفزيونية
لم يقتصر دور نبيهة على الإخراج، بل شاركت كممثلة في أعمال سينمائية مميزة مثل "رسائل البحر"، حيث أدت دور فرنشيسكا الإيطالية التي عاشقت الإسكندرية حين كانت ملتقى الثقافات، كما برزت في فيلم "باب الشمس" ومسلسل "الخواجة عبد القادر"، حيث أضافت حضورًا خاصًا بثرائها الداخلي وصدق تعبيرها.
وفاة نبيهة لطفي
في يونيو 2026، رحلت عن عالمنا المخرجة الكبيرة نبيهة لطفي، بمستشفى السلام بالمهندسين، عن عمر يناهز 78 سنة، بعد صراع قصير مع المرض.
كانت شاهدًا على قضايا الأمة العربية وهمومها
نبيهة لطفي كانت أكثر من مخرجة أو ممثلة، كانت شاهدًا على قضايا الأمة العربية وهمومها، ترسم بالكاميرا لوحات عن الألم والمعاناة، خاصة في أفلامها عن المخيمات الفلسطينية والحروب الأهلية. ظلت مثالًا للالتزام الفني والإنساني، تسخّر فنها في البحث عن الإجابة للسؤال الأهم: كيف يمكن للسينما أن تغيّر الواقع؟