فخ وقع فيه الأمم السابقة.. وزير الأوقاف يحذر من الغيبة والنميمة

أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن القرآن الكريم يحذر بشدة أن يسعى الإنسان بين الناس بالغيبة والنميمة وبنقل الكلام، وبإفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس.
وزير الأوقاف يحذر من الغيبة والنميمة والتفريق بين الناس
وقال وزير الأوقاف في مقطع فيديو له بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي: «إياكم وقطع الرحم،أو التدخل بين الأصدقاء للتفريق بينهم، فإياكم من الوقوع في هذا الفخ الذي وقعت فيه الأمم السابقة، يقول ﷺ: لا يدخل الجنة نمام وفي اللفظ الآخر: قتات متفق على صحته، والقتات والنمام هو الذي ينقل الكلام السيئ من شخص إلى شخص، أو من جماعة إلى جماعة».
وأكد أن الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدَّها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً فقال: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) [الحجرات: 12].
الغيبة من الكبائر
وفي نفس السياق قالت دار الإفتاء: والأصل أن الغيبة مُحَرَّمة بالقرآن والسُّنَّة والإجماع.
أما القرآن: فقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12].
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" : حرَّم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء، كما حرَّم المَيْتة .
وقال أيضًا عند تفسيره للآية الكريمة في خطابه تعالى للمؤمنين منزِّلًا الحسيِّ منزلة المعنوي: أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتًا، فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه؛ لأن الله حرَّم ذلك عليكم، فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته، فاكرهوا غيبته حيًّا كما كرهتم لحمه ميتًا؛ فإن الله حرَّم غيبته حيًّا، كما حرَّم أكل لحمه ميتًا.
وأما السُّنَّة: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَمَّا عرج بي ربي مررت بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ، يخمشون وجوههم وصدورهم. فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النَّاس، ويقعون في أعراضهم» أخرجه أبو داود في "السنن"، والإمام أحمد في "المسند".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أكل لحم أخيه في الدنيا، قُرِّبَ إليه يوم القيامة، فيُقَالُ له: كُلْهُ حيًّا كما أكلته ميتًا؛ فيأكله، ويكْلَحُ ويصيحُ» رواه الإمام الطبراني في "المعجم الأوسط".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" : وهذا الوعيد في هذه الأحاديث يدل على أن الغيبة من الكبائر.
وقد نقل الإمام النووي الإجماع على تحريم الغيبة؛ فقال في "الأذكار" عند تعرضه لحكم الغيبة والنميمة: هما محرمتان بإجماع المسلمين.
وعدَّها العلامة ابن حجر الهيتمي من الكبائر؛ حيث قال في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" : الكبيرة الثامنة والتاسعة والأربعون بعد المائتين: الغيبة والسكوت عليها رضًا وتقريرًا.