من حقول القصب إلى المائدة.. رحلة إنتاج السكر داخل أقدم مصنع في الصعيد |صور
من حقول القصب إلى المائدة.. رحلة إنتاج السكر داخل أقدم مصنع في الصعيد |صور
مستعمرة من مباني حمراء وهيكل خارجي قديم يفوح منه رائحة مميزة يقودك للعودة بآلة الزمن إلي حقبة ثمانينات القرن الماضي، وبالتحديد عام 1869، الذي شهد أنشاء أول مصنع في صعيد مصر والشرق الأوسط لإنتاج السكر من محصول القصب والبنجر، تلك الصناعة التي تعتبر من أهم الصناعات الإستراتيجية.
موقع « نيوز روم» يستعرض في السطور التالية رحلة إنتاج السكر ومراحل تصنيعه المعقدة التي تبدأ من زراعة القصب وحصاده، وصولًا إلى تعبئة السكر وتوزيعه.
12 طن مستخلص من محصول القصب والبنجر
من جانبه قال الكيميائي محمد شحاته، مدير الرقابة بمعامل مصنع سكر أبو قرقاص في المنيا، إن هناك مراحل كثيرة يشهداها إنتاج السكر داخل المصنع بداية من دخول المحاصيل وحتي عصرها لينتج يومياً ما يقرب من 12 طن مستخلص من القصب والبنجر، بجانب الصناعات الآخرى التي ننتجها بالمعمل مثل« العلف، وكحول الإيثيلي» الذي نصدره للخارج.
مراحل تصنيع السكر داخل مصنع أبو قرقاص
وأضاف الكيميائي شحاته لـ «نيوز روم»، أن عند أستقبال محصول القصب داخل المصنع يتم فحصه وتجهيزه للتقطيع وعصره لاستخلاص العصير، ليدخل بعدها إلي عدة مراحل حتي نصل إلي كيس من السكر النقي صالح للاستخدام وطرحة بالأسواق.
وأشار الكيميائي، أن عصر القصب في العصارة الأولى يتم لاستخلاص أكبر كمية من العصير، ثم يتم عصر بقايا القصب «المصاص» لاستخلاص ما تبقى من العصير، حتي ينتقل إلى مرحلة المعالجة، حيث يتم تنقيته من الشوائب والأتربة، عن طريق استخدام مرشحات لفصل العصير العكر عن الرايب، ثم يتم تبخير العصير لزيادة تركيزه ليتحول إلى شربات مركز بنسبة تركيز 60%، ليدخل بعدها إلى مرحلة الطبخ، حيث يتم طهيه تحت درجة حرارة معينة، حتى يتحول إلى سكر رطب، ويتم تجفيف السكر الرطب باستخدام هوايات، حتى يصبح سكرًا جافًا.
المرحلة الاخيرة في التصنع داخل المصنع
وأستكمل شحاته، أن بعد مرحلة تجفيف السكر، يتم وزنه وتعبئته في أجوله سعة 50 كيلو، ونقل السكر من عنابر التعبئة إلى المنطقة المخصصة لتحميل السيارات، لنقله إلى وزارة التموين لتوزيعه على المستهلكين، مؤكداً أن المصنع يستفيد بكل مكونات محصول قصب السكر، ويتم استخدام بقايا القصب كوقود لتشغيل المراجل البخارية في المصنع، ومن ناحية آخري يتم استخدامه في بعض المصانع الأخرى لإنتاج الورق والخشب.
توفير فرصة عمل لـ19 ألف عاملاً
واختتم الكيمائي محمد شحاته حديثة، أن المصنع يوفر فرصة عمل تصل لـ 19 ألف عاملاً، لينتج تقريباً 800 ألف طن سنويًا، ليكون جزء من الإنتاج المحلي للسكر لتلبية احتياجات السوق، موضحاً أن صناعة السكر تواجه بعض التحديات، مثل ارتفاع تكلفة الإنتاج، والمنافسة من السكر المستورد، ولكنها تظل صناعة حيوية ومهمة للاقتصاد المصري.
