هل تُقبل التوبة من تتبع عورات الناس؟.. الخطوات والكفارة ودعاء عظيم

في بيان مهم يعالج أحد الذنوب الخطيرة المنتشرة في المجتمعات، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لـ التوبة من ذنب تتبع عورات الناس، مبينة كيف يمكن لمن ابتُلي بهذا الفعل أن يُكفّر عن ذنبه ويعود إلى طريق الصلاح، مع التأكيد على أهمية التوبة والتحلل من حقوق العباد.
تتبع عورات الناس.. ذنب عظيم وخلق مذموم
بحسب ما نشرته دار الإفتاء المصرية، فإن تتبع عورات الناس والتشوف إلى معرفة أسرارهم أو كشف ما يُخفونه يُعد من الأخلاق السيئة والأفعال المحرمة التي تؤدي إلى نشر الفساد وخراب المجتمعات. وقد أكدت الدار أن هذا الفعل يستوجب توبة صادقة وإنابة إلى الله تعالى، مع ضرورة الاستغفار والدعاء لمن تم التعدي عليهم بهذا السلوك.
هل تُقبل التوبة من هذا الذنب؟
نعم، تؤكد دار الإفتاء أن باب التوبة مفتوح، وأن من تاب توبةً نصوحًا، وعزم على ألا يعود، فإن الله تعالى يغفر له؛ استنادًا إلى قوله عز وجل:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ [الشورى: 25].
كما استشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجه]، مما يبعث الأمل في قلوب التائبين.
التوبة من الذنوب بين العبد وربه وحقوق العباد
أوضحت دار الإفتاء أن التوبة من الذنوب واجبة بإجماع الفقهاء، وهي فرض على كل مسلم، لكن إن تعلق الذنب بحقوق العباد – كأن يترتب على تتبع العورات أذى أو إساءة – فيجب التحلل منهم إن علموا بذلك. أما إذا لم يعلموا، فعلى التائب الاستغفار لهم والدعاء لهم، دون إخبارهم بما اقترف، حتى لا يزيد الأمر سوءًا.
كفارة تتبع العورات إن لم يعلم بها الآخرون
ذكرت دار الإفتاء نقلًا عن الإمام ابن قدامة في "مختصر منهاج القاصدين"، أن كفارة من اغتاب أو أساء دون علم الطرف الآخر، هي الاستغفار له، والثناء عليه، والدعاء له بخير، حتى يُقابل السيئة بالحسنة.
دعاء التوبة وطلب العفو من الله
ومن أدعية التوبة العظيمة لمن وقع في الإثم ما يلي:
- اللهم يا واسع المغفرة، يا ستّار العيوب، تب علينا توبة نصوحًا، واغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا، وما تجاوزنا فيه من حدودك.
- اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، ولا تفضحنا لا في الدنيا ولا في الآخرة.
- اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من عبادك الصالحين، ولا تجعلنا من الخائنين ولا من المتربصين بعبادك المؤمنين.
- ربنا لا تؤاخذنا بما فعلنا، ولا بما فعل السفهاء منا، وتجاوز عن سيئاتنا، وارزقنا حسن الختام.
أكدت دار الإفتاء أن من تتبع عورات الناس ثم تاب توبة صادقة، واستغفر، وعزم على ترك هذا الذنب، فإن توبته تُقبل بإذن الله. ولكن عليه أن يُراعي مشاعر من أُسيء إليهم، وألا يحتقرهم أو ينقص من قدرهم بسبب ما اطلع عليه، بل يكون ستره عليهم دافعًا لمزيد من التواضع والخلق الحسن.