عاجل

حفره الشيخ المهدلي.. قصة البئر الذي أنقذ أهالي السويس من العطش خلال حرب أكتوبر

بئر المهدلي
بئر المهدلي

جاء مروره بالسويس، واستراحته في منطقة الغريب، ليكون سببا لإنقاذ السوايسة من العطش خلال الحصار، حيث تكفل بحفر البئر الذي روي عطش، المقيمين في السويس، خلال حرب رمضان أكتوبر 1976.

كانت مدينة  السويس، يطلق عليها عتبة الحجاز لكونها، هي المحطة الأخيرة لرحلات الحجاج  علي الأراضي المصرية، قبل المغادرة وركوب البحر إلى الأراضي المقدسة، في شبه جزيرة العرب،  وكانت  السويس قديما تستقبل آلاف الحجاج  من القاهرة  وبلاد المغرب العربي، في منطقة الغريب كمحطة استراحة وتزود لمستلزمات الرحلة، وكان السقاة يقومون بجلب مياه الشرب من ترعة السويس،ففكر" الشيخ المهدي" المغربي في حفر بئرا ليكون سقاية الحجيج حال تواجدهم في السويس قبل المغادرة الحجاز.


يروى صبحي يوسف مستأجر المحل الذي ورثه عن والده، إن البئر موجود يمين الباب، وقد حفره الشيخ المهدلي قبل حفر قناة السويس بنحو نصف قرن تقريبا ، ووهبه ل سقاية الحجاج وأهل منطقة الغريب والكسارة ، ويمتلك صبحي عقد قديم، يقول إن الحاج المغربي أوصى أن يكون البئر سبيل لمن بعده، وتلك الوصية حافظ عليها صاحب البيت الذي اشترى الأرض وأقام عليها منزلا، ولم يمنع الناس من ماء البئر و ضمن بنود العقد بند كتب بخط اليد يُلزم محروس يوسف المستأجر بالحفاظ على البئر.

وكان محروس يوسف ،مستأجر المنزل من بين المهاجرين، بعد حرب 1967، و اغلق محل الأحذية ورحل إلى القاهرة، بينما بقي بعض الموظفين والحرفيين لاستمرار الحياة وبعد حدوث الثغرة وعبور قوات العدو، وفشلها في دخول الإسماعيلية، ،اتجهت جنوبا إلى السويس، فور وصولهم على مشارف المدينة، واستهدفت نيرانهم محطة مياه الشرب بمنطقة الهويس والتي كانت مسؤولة وقتها عن تغذية المدينة بالمياه، كما قاموا بردم الترعة و حصار المدينة وكسر عزيمة المقاومة.

يقول المؤرخ السويسي فاروق متولي إن رجال المقاومة قضوا أيام يستهلكون القدر القليل من المياه نحو 4 لتر فقط لكل فرد على أن تكفيه لمدة أسبوع، في أثناء ذلك تذكر الرجال أمر البئر.

 

يقول فاروق متولي إن رجال المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حافظ سلامة أخبروا المحافظ اللواء بدوي الخولي بقصة البئر، فأصدر أمر بكسر باب محل الأحذية وفتح البئر لتوفير المياه النظيفة للشرب،فأحضر الشيخ حافظ سلامة  كيس سكر وأفرغه في البئر، وظل يقرأ القرآن ويدعو حتى خرجت  المياه منه، وملأ رجال المقاومة وجنود الجيش  وما استطاعوا حمله من المياه وسقى البئر كل من في المدينة و ظل المصدر الرئيس للمياه في المدينة طوال فترة الحصار التي امتدت 100 يوم، حتى انتهى وبدأت سيارات المياه المدفوعة من القاهرة تصل إلى السويس.


بعد انتهاء الحرب، صدر قرار بعودة المهجرين وبدأت الأسر في التوافد بداية عام 1975 والعودة إلى السويس، ومع العودة ظل وضع السكر عادة يحرص عليها بعض الأهالي الراغبين في مياه

تم نسخ الرابط