دراسة تكشف أسرار قبيلة "تشاغا" ..نظام غذائي أفريقي ينافس "حمية البحر المتوسط"

في الوقت الذي تعتبر فيه حمية البحر المتوسط واحدة من أكثر الأنظمة الغذائية صحة في العالم، تظهر حمية قبيلة تشاغا، التي تعيش في سفوح جبل كليمنجارو في شمال تنزانيا، كنموذج غذائي تقليدي يكتسب اهتمامًا متزايدًا في الأوساط العلمية.
دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Medicine تبرز فوائد النظام الغذائي لقبيلة تشاغا في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض المزمنة، مع التركيز على تقليل الالتهابات في الجسم.
مكونات النظام الغذائي لقبيلة "تشاغا"
يعتمد النظام الغذائي لقبيلة تشاغا بشكل رئيسي على الطعام النباتي، حيث يحتوي على الحبوب الكاملة، الفاصولياء، والخضراوات الورقية، هذه المكونات الغذائية الغنية بالألياف والعناصر الطبيعية تساهم بشكل كبير في تحسين صحة الأمعاء وتعزيز النظام المناعي.
دراسة غذائية تكشف الفرق بين الأنظمة الغذائية
في الدراسة التي شملت 77 رجلًا من مناطق ريفية وحضرية في تنزانيا، تم تكليف المشاركين بالتبديل بين النظام الغذائي التقليدي لقبيلة تشاغا والنظام الغذائي الغربي المعتمد على الأطعمة المصنعة مثل الخبز الأبيض، الدجاج المقلي، والنقانق، كما تناول بعض المشاركين مبيغي، وهو مشروب موز مخمّر تقليدي يحتوي على نسبة كحول تتراوح بين 1 إلى 3%.
نتائج الدراسة: تأثير النظام الغذائي على الالتهابات والصحة العامة
أظهرت النتائج أن الانتقال إلى الحمية الغربية أدى إلى ارتفاع مؤشرات الالتهاب في الجسم، بينما أدت العودة إلى النظام الغذائي التقليدي لقبيلة تشاغا أو إضافة مبيغي إلى النظام الغذائي إلى تقليل الالتهابات بشكل ملحوظ، حتى بعد شهر من انتهاء التجربة.
الدور المهم للنظام الغذائي في تنظيم الجهاز المناعي
بحسب الدكتور كيرين دي ماست، أستاذ مشارك في المركز الطبي بجامعة رادبود الهولندية، فإن النظام الغذائي لا يقتصر فقط على توفير العناصر الغذائية الأساسية، بل له تأثيرات كبيرة في تنظيم الجهاز المناعي والتمثيل الغذائي، وأكد أن التأثيرات الصحية الإيجابية التي رصدها الفريق البحثي استمرت لفترة أطول مما كان متوقعًا، مما يعكس أهمية التفاعل المتكامل بين مكونات النظام الغذائي، تمامًا كما هو الحال في حمية البحر المتوسط.
التحديات والتهديدات لاندثار الأنظمة الغذائية التقليدية
فيما تؤكد الدراسة على فوائد الأنظمة الغذائية التقليدية، يحذر الباحثون من اندثار هذه العادات الغذائية مع التوسع الحضري السريع في أفريقيا، ويعبر العلماء عن قلقهم من أن تكون التغذية الغربية المفرطة في الأطعمة المصنعة السبب في تزايد معدلات السمنة والأمراض المزمنة في المنطقة، وعليه، فإن الحاجة إلى الحفاظ على هذه الأنماط الغذائية التقليدية تصبح أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة الأفراد.