عاجل

هجوم سيبراني في المغرب.. تسريب بيانات شخصية حساسة لعدد كبير من الموظفين

هجوم سيبراني
هجوم سيبراني

تسبب هجوم سيبراني استهدف النظام المعلوماتي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في المغرب في تسريب بيانات شخصية لعدد كبير من الموظفين، مما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.

 وبحسب تقارير مغربية، كشف الصندوق في بيان رسمي الأربعاء أنه تعرض لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي أدت إلى تسريب بيانات تتعلق بمعلومات حساسة مثل الأجور، مشيرًا إلى أنه قد تم فتح تحقيق في هذا الحادث.

وفقاً للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذي يدير خدمات التأمين عن المرض والتقاعد للموظفين في القطاع الخاص، فقد تمكن القراصنة من اختراق النظام المعلوماتي، مما أسفر عن تسريب بيانات شخصية تخص نحو مليوني موظف يعملون في حوالي 500 ألف شركة مغربية. 

وقد تم تداول هذه المعلومات المسربة عبر حساب على منصة تلغرام، الذي أعلن عن نفسه باعتباره ينتمي إلى الجزائر تحت اسم "جبروت دي زد"، في إشارة إلى الرمز التعريفي للجزائر على الإنترنت.

الضمان الاجتماعي" يقر بتعرض نظامه للهجوم ويحذر من مشاركة البيانات المسربة -  صوت المغرب

التحقيقات الأولية والرد على التسريب

على الرغم من أن التسريب أثار ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أكد الصندوق في بيانه أن التحقيقات الأولية كشفت أن بعض الوثائق المسربة تحتوي على معلومات غير دقيقة أو مشوهة.

 وأوضح البيان أن العديد من البيانات المسربة كانت مضللة أو مبتورة، وهو ما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى الحادث.

في إطار الرد على الهجوم، أعلن الصندوق عن إجراء تحقيق إداري داخلي وفتح ملف قضائي بإشعار السلطات المختصة، في خطوة تهدف إلى تتبع الجناة ومعرفة تفاصيل الهجوم بشكل دقيق. 

كما حذر الصندوق المواطنين من مشاركة أو نشر البيانات المسربة، مشيرًا إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي فرد يشارك أو ينشر المعلومات المضللة.

هجوم سيبراني.. وتسريب بيانات لمليوني شخص - MTV Lebanon

الهجوم السيبراني ومصدره

تبنى حساب "جبروت دي زد" هذا الهجوم الإلكتروني مدعيًا أنه رد على هجمات سيبرانية شنها قراصنة مغاربة استهدفت حساب وكالة الأنباء الجزائرية على منصة إكس، وهو ما يشير إلى أن الهجوم جزء من الصراع السيبراني بين مجموعات قراصنة في كلا البلدين. 

يأتي هذا الهجوم في سياق توتر سياسي طويل الأمد بين المغرب والجزائر، والذي تفاقم في السنوات الأخيرة بسبب نزاع الصحراء الغربية، الذي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية بين البلدين.

 

التداعيات السياسية

تزامن الهجوم السيبراني مع توتر دبلوماسي مستمر بين المغرب والجزائر، حيث قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب منذ عام 2021 بسبب خلافات حول قضايا إقليمية، لا سيما النزاع حول الصحراء الغربية.

 في هذا السياق، أعلنت الجزائر الأربعاء عن أسفها إثر تأكيد الولايات المتحدة دعمها لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو الموقف الذي أكدته واشنطن بعد لقاء وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في العاصمة واشنطن.

الجزائر تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

تأثير الهجوم على الأمن السيبراني 

يظهر هذا الهجوم السيبراني الثغرات في الأنظمة الأمنية لبعض المؤسسات الكبرى في المغرب، وهو ما يعيد تسليط الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز الحماية الرقمية في مواجهة الهجمات المتزايدة. 

وعلى الرغم من الجهود المستمرة لتحديث الأنظمة الأمنية، إلا أن الهجمات الإلكترونية تستمر في استهداف المؤسسات الوطنية، مما يفرض تحديات كبيرة في مجال تأمين البيانات الحساسة.

ويستمر الصراع السيبراني بين الدول في التأثير على الأنظمة المعلوماتية، ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.

 ومع استمرار التحقيقات، تظل الأسئلة مطروحة حول مدى استعداد المؤسسات المغربية للتصدي لهذه الهجمات في المستقبل وكيفية حماية البيانات الحساسة من تسريبات قد تؤثر على ملايين المواطنين.

تم نسخ الرابط