«القيادة خدعتنا».. محمد وازن يكشف تفاصيل تمرد 970 ضباطا فى جيش الاحتلال

كشف محمد وازن، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، واقعة التمرد فى جيش الاحتلال الاسرائيلى، ورفض عدد كبير من أفراد الجيش الاستمرار فى تنفيذ عمليات عسكرية ضد قطاع غزة .
وقال محمد وازن، فى مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، أن وثيقة سرية مسربة تم تداولها داخل صفوف سلاح الجو الإسرائيلي، تسببت فى حدوث صدمة كبيرة لدى القيادة العسكرية، موضحا أن الوثيقة وقع عليها أكثر من 970 ضابطًا، تضمنت مطلبًا واضحًا بوقف الحرب على غزة فورًا.
القيادة خدعتنا
وأشار محمد وازن، إلى أن الضباط الموقعين على الوثيقة عبّروا عن استيائهم العميق من استمرار القتال، واعتبروا أن القيادة الإسرائيلية خدعتهم، وتم الزُج بهم في معركة لم تُحدد أهدافها بدقة، ما أدى إلى نشر الإحباط واليأس داخل صفوف الجيش، مضيفا إن الوثيقة تسببت في بلبلة كبيرة داخل المؤسسة العسكرية، ما دفع قيادة الجيش الإسرائيلي إلى إصدار تهديدات صريحة بالفصل الفوري لأي ضابط يرفض سحب توقيعه، في محاولة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأزمة.
انهيار المعنويات
وأضاف، حالة التمرد داخل الجيش لم تنشأ من فراغ، بل جاءت نتيجة الخسائر الميدانية الفادحة والضغوط النفسية المتزايدة على الجنود والضباط، مضيفًا أن الضباط بدؤوا يدركون حجم الفشل السياسي والعسكري المرتبط باستمرار الحرب، وأنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل تداعياتها المعنوية والمادية، مضيفا أن التمرد يعكس حالة غليان داخلي أوسع داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تخرج مظاهرات يومية ضد حكومة الاحتلال، وسط مطالب بوقف الحرب ومحاسبة المسؤولين عن تدهور الأوضاع.
حكومة اليمين المتطرف
وانتقد محمد وازن، إصرار الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف على استمرار العمليات العسكرية، رغم التحديات المتصاعدة. وذكر أن الاستدعاء الإجباري لـ300 ألف جندي احتياط ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية، وشل قطاعات حيوية كـالزراعة والسياحة والبناء، محذرا من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب التى تجاوز مليارات الدولارات، ما ينذر بأزمة اقتصادية خانقة قد تهدد استقرار الدولة العبرية.

أعباء الحرب
في ختام حديثه، شدد محمد وازن، على أن إسرائيل لم تعد تواجه فقط جبهة قتالية في غزة، بل إنها باتت تواجه جبهة داخلية من التذمر والرفض والاحتجاج، في ظل غياب الرؤية الاستراتيجية، وتزايد الضغوط من داخل المؤسسة العسكرية ومن الشارع الإسرائيلي، مضيفا استمرار الحرب في ظل هذا الوضع المتأزم لم يعد خيارًا واقعيًا أو مقبولًا، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال أمام تحدٍ وجودي داخلي قد يعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في إسرائيل خلال المرحلة المقبلة.