عاجل

العودة إلى شمال القطاع..أزمة الفلسطينيين المهجرين واشتباك الوعود في ظل الهدنة الهشة

عودة الفلسطنيين المهجرين
عودة الفلسطنيين المهجرين إلى شمال قطاع غزة

بعد مواجهات شديدة شهدها قطاع غزة أمس الأحد، بين عشرات الآلاف من الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، نظرا لمنع قوات الاحتلال الفلسطينيين من العودة إلى شمال القطاع عبر ممر نتساريم، بدأ الفلسطينيون المهجّرون، في العودة إلى شمال القطاع صباح اليوم.

 

عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة

أوضح مسؤول في وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس أن الفلسطينيين المهجرين تمكنوا من العودة إلى القطاع، بعد استئناف المفاوضات مع إسرائيل، على طول طريق الرشيد  عبر الجزء الغربي من نقطة التفتيش نتساريم باتجاه مدينة غزة والشمال".

استئناف المفاوضات

و أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس، عن استئناف المفاوضات مع حماس، مؤكدا أن الحركة ستفرج عن ثلاث رهائن يوم الخميس المقبل، من بينهم أربيل يهود، وكذلك ثلاثة آخرين يوم السبت، وفقاً للمرحلة الأولى من اتفاقية التهدئة بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.

تبادل الاتهامات بين حماس وإسرائيل

وأُثيرت حالة من التوتر، أمس، في قطاع غزة بعد أن تم منع عشرات الآلاف من المهجّرين من العودة إلى شمال القطاع عبر معبر نتساريم، الذي يفصل غزة إلى قسمين، حيث فر المهجّرون من شمال القطاع بسبب القصف والمعارك العنيفة، ليجدوا أنفسهم عالقين عند المعبر، حيث كانت قوات الاحتلال ترفض السماح لهم بالعودة.

وبررت السلطات الإسرائيلية هذا الإجراء قائلةً إن الرهينة المدنية، أربيل يهود، لم يُفرَج عنها بعد، ولم يتم تقديم أي تحديث حول وضع باقي الرهائن.

من جانبها، نقلت الصحافة الإسرائيلية معلومات تفيد بأن إسرائيل تعتبر حماس قد انتهكت اتفاق الهدنة بطريقة مزدوجة، إذ كانت إسرائيل تعتقد أن الرهينة المدنية أربيل يهود كان يجب أن تُفرَج عنها وفقًا للأولوية التي ينص عليها الاتفاق، والتي تتطلب الإفراج أولاً عن النساء المدنيّات، تليهن الجنود.

وأثارت  عملية الإفراج عن أربعة جنود إسرائيليين، شكوكاً حول مصير امرأتين إسرائيليتين مدنيتين لا تزالان محتجزتين في غزة.

وأوضحت إسرائيل أنه بناءً على ذلك، لم تسمح القوات الإسرائيلية للنازحين من غزة بالعودة إلى شمال القطاع في تلك المرحلة، كما طلبت قوات الاحتلال تدخل الوسطاء، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل هذه الأزمة.

في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بانتهاك اتفاق الهدنة، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تمنع سكان شمال غزة الذين اضطروا للفرار من القصف والمعارك من العودة إلى منازلهم، واتهمت إسرائيل بتأخير تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن عرقلة العودة، وهو ما زاد من تعقيد الوضع في غزة.

 إن العودة التي شهدها القطاع، اليوم، هي خطوة إيجابية، لكنها لا تخفي التحديات المستمرة التي تواجه سكان قطاع غزة- الذي دمرته 15 شهراً من الحرب- الذين يترقبون حلًا شاملاً يعيد لهم الأمل في استقرار دائم، فالوضع مازال متأزمًا وتزداد التوترات بين الأطراف المعنية.

كما تبقى مسألة الإفراج عن الرهائن وضمانات الحياة أمورًا حساسة تؤثر على تنفيذ الاتفاقات، مما يهدد استقرار الهدنة الهشة.

تم نسخ الرابط