تضرر الطيران المدني من قرارات ترامب وروسيا المستفيد
شهدت ساحة الطيران حالة جدل كبيرة، إثر قرار الرئيس ترامب، برفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة تصل إلى 125%، في المجال الصناعي، والتي ألقت بظلالها بشكل مباشر على قطاع الطيران المدني.
وفي هذا الإطار، قال ليث الرشيد، طيار مدني، في مقابلة تلفزيونية، إن تأثير تلك الرسوم سيظهر بشكل كبير في مجال تصنيع الطائرات، بسبب اعتمادها على مواد مثل الألمنيوم والصلب والمواد المركبة، وهي المواد الخاضعة لتلك الرسوم.
ارتفاع تكلفة الإنتاج
وأوضح أن تلك الرسوم أدت إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وكذلك تأخير التسليم، وهو ما يزيد من الخسائر المتوقعة بشكل كبير، حيث يعاني القطاع من سلسلة تأخيرات كبيرة في التسليم، وهو ما يدفع العديد من الشركات لإلغاء خططها التشغيلية.
وتابع، :"إذا أضفنا إلى ما سبق ما يشعر به الركاب من خوف بسبب الأعطال أو التأخيرات، وهو ما دفع الكثيرون من هواة الترحال والسفر عبر الجو إلى إلغاء رحلاتهم أو التوجه نحو شركات الطيران منخفضة التكاليف".
تأثر شركات الطيران
وقال ليث، "إن هذا التأثير انعكس بشكل مباشر على أسهم كبرى شركات الطيران الأميركية مثل "يونايتد" و"دلتا" و"أميركان إيرلاينز"، التي سجلت انخفاضًا جماعيًا بنسبة 12.9% في يوم واحد. وقطاع الطيران هو أول وأكثر القطاعات تأثرًا بهذه السياسات، نظرًا لاعتماده على سلاسل توريد عالمية غير قابلة للاستقلال الذاتي".
وأكد أن صناعة الطائرات معقدة حيث تُصنَع المحركات في اليابان والهند وفرنسا والولايات المتحدة، والبرمجيات والأجهزة الإلكترونية تأتي من أميركا، ما يجعل أي اضطراب تجاري عالمي يؤثر مباشرة على الإنتاج.
اتفاقية مشاركة الرمز
وذكر أن هناك محاولات للتخفيف من حدة الأزمة عبر اتفاقيات مثل "مشاركة الرمز"، حيث تتعاون شركات الطيران لتقاسم المسارات والركاب، لكن التعاون سيكون أكثر فاعلية بين الشركات الأوروبية والآسيوية أو العربية، وليس بالضرورة مع الشركات الأميركية التي لا تزال مقيدة بالرسوم.
ولفت إلى أن روسيا قد تستفيد من الوضع، خاصة وأنها البلد الوحيد حاليًا القادر على تصنيع محركات طائرات تجارية بالكامل داخل حدودها، وهي الآن في المرحلة النهائية من اختباراتها.
وأفاد بأن أسعار التذاكر قد ترتفع قليلًا، خاصة للوجهات السياحية البعيدة، إلا أن التأثير لن يكون بحدة ما حصل بعد جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن الركاب قد يعيدون توجيه سفرهم إلى وجهات أقرب في أوروبا أو آسيا، حيث توفر شركات الطيران منخفضة التكاليف خيارات بأسعار مقبولة نسبيًا مقارنة بشركات الطيران الكبرى.
