تمارا برو: واشنطن تضغط على بكين عبر الرسوم الجمركية (فيديو)

قالت الدكتورة تمارا برو، خبيرة الشؤون الصينية، إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متزايدة على الصين من خلال فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية، في إطار ما وصفته بسياسة ممنهجة للضغط الاقتصادي، تأتي ضمن سياق التنافس التجاري والاستراتيجي بين البلدين.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للدكتورة برو على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث تناولت أبعاد التصعيد الأخير في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.
ضغط سياسي واقتصادي
أوضحت برو أن الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن ليست مجرد إجراءات تجارية، بل تستخدم كأداة ضغط سياسي تهدف إلى دفع الصين نحو التراجع عن بعض سياساتها الاقتصادية والتجارية، خاصة ما يتعلق بالملكية الفكرية، ودعم الصناعات الوطنية.
وأضافت أن هذه الرسوم تسهم في تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي، وتخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق الدولية، لما تمثله الصين والولايات المتحدة من ثقل اقتصادي كبير.
الصين ترد بسياسات دفاعية
أشارت خبيرة الشؤون الصينية إلى أن بكين بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل تبنت مجموعة من السياسات الدفاعية والاقتصادية لمواجهة الضغوط الأمريكية، شملت تعزيز السوق المحلية، وتنويع مصادر التصدير، وتقوية العلاقات التجارية مع دول آسيوية وأفريقية وأوروبية خارج دائرة النفوذ الأمريكي.
كما لفتت إلى أن الصين تسعى إلى الحد من اعتمادها على الأسواق الغربية عبر ما يُعرف بمبادرة "الاقتصاد المزدوج"، التي تركز على الداخل الصيني مع الحفاظ على بوابة التجارة الخارجية.
المستهلك الأمريكي
بيّنت برو أن هذه الرسوم لا تؤثر على الاقتصاد الصيني فحسب، بل ينعكس أثرها أيضًا على المستهلك الأمريكي، من خلال ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الصين، خاصة في قطاعات الإلكترونيات والملابس والأدوات المنزلية، وهو ما قد يُحدث ضغوطًا تضخمية داخل الولايات المتحدة نفسها.
وأضافت أن قطاعات الأعمال الأمريكية بدأت بالفعل التعبير عن مخاوفها من استمرار هذه السياسات، بسبب الخسائر المحتملة التي قد تتكبدها.

العلاقات بين البلدين
وفي ختام تصريحاتها، حذرت الدكتورة تمارا برو من أن استمرار التصعيد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي، ويضع العلاقات الصينية-الأمريكية أمام مفترق طرق جديد، يتطلب مزيدًا من الحكمة والدبلوماسية لتجنب صدام اقتصادي واسع.
وشددت على أن العالم يراقب هذه التوترات بحذر، لما لها من تبعات مباشرة على التجارة العالمية وسلاسل الإمداد الدولية.