مصمم الأزياء محمد سامي: سيدات الصعيد أساتذة في حرفة التلي في |خاص

في صعيد مصر تتألق سيداته بالإزدهار عن طريق حرفة عريقة تعرف باسم "التلي"، وهي مزيج بين القماش وخيوط الذهب والفضة لتعطي لمن يرتديها شعور بالفخامة والرقي والتميز، إلى أن تم تسجيل تلك الحرفة المصرية الخالصة كأول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر وفي تصريح خاص كشف لنا مصمم الأزياء الشهير محمد سامي عن كواليس تلك الحرفة قائلا:


بداية صناعة التلي
التلي وجوده في مصر منذ نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، على يد محمد علي، فهو أصلا خيوط كانت تأتي من تركيا وحتى الآن، وكان محمد علي يطلب من السيدات صنا خيوط التلي بخيوط الفضة والذهب والتجار، يعطوها للسيدات بالوزن ويعيد السيدات القماش بنفس الوزن وكان السيدات تشغل القماش بالخيوط الفضة والذهب، والبعض يرجع تسمية التلي إلى الشغل أو التل الذي يتم الشغل به ،أو أنه الخيط المعدن الذي يتم تطريزه بخيط التل وبدأت السيدات تشتغل بالقماش وعلية القوم هي التي كانت ترتديه، حتى بدأت الراقصات ترتديه مثل تحية كاريوكا وسامية جمال وبدأ يقتصر على الراقصات ثم اندثر تقريبا، حتى عام 1994 اتت سيدة انجليزية ومعها قطعة مشغولة من التلي اتت بها من أحد متاحف انجلترا وكتب عليها التلي الاسيوطي ،واتت إلى أسيوط للبحث عن من الذي قدم هذا الشغل ،وقابلت الفنان التشكيلي سعد زغلول وبدأ رحلة البحث عن تصنيع التلي إلى أن وجدوا سيدة اسمها عزيزة نظرها كان ضعيف جدًا، وقالت لهم أن هذه القماشة اسمها التلي ، وطلب سعد زغلول من هذه السيدة أن تعلم 10 فتيات صناعة التلي، ومن خلال الفتيات افتتح مدرسة ومتحف لتعليم حرفة التلي، ومن بعده السيدة نوال المسيري نقلت فتيات من سوهاج بجزيرة شندويل إلى الفنان سعد زغلول لتعليم التلي ،ومن هنا أصبحت جزيرة شندويل بسوهاج وأسيوط المختصين في حرفة التلي.

التلي ليس صناعة ولكنه حرفة

وأكد :"التلي ليس صناعة ولكنه حرفة يدوية تدخل في صناعة الملابس ،حتى أن السيدات في اسيوط عندما يتحدثون عنه في مجال الاعلام يتحدثون عن أنه صناعة ولكنه حرفة يدوية،الصناعة تندرج لكل ما هو له انتاج ،التلي حرفة يدوية لا نقدر أن نحقق منه ملايين الجنيهات وهذا قيمته فكل سيدة ترتدي قطعة فريدة بشكل مختلف عن القطع الأخرى ،وهذا ما يعطي قيمة لحرفة التلي فهو حرفة يدوية متوارثة، نحن لدينا مشكلة في الخامات وكان لدينا مشكلة في قلة عدد الفتيات التي تجيد الحرفة ولكن حاليا اصبح بيت التلي حريص على تعليم الأجيال المختلفة ويدربهم ،لدينا صعوبات في الخامات المعدن فنحن نستوردها من الهند وايطاليا وتركيا ومع تغيير العملة بدأ تزيد الصعوبات والخامة التي نعمل عليها لا يوجد بها مشكلة فالوقت الذي لا يتوفر بها التل وهو من القطن المصري خلقنا بديل نعمل على الشيفون والكتان ، المشكلة تكمن في الخيط وهي مشكلة كبيرة قائم عليها جزيرة كاملة"
