باسكال مشعلاني تُثير الجدل: لا تعارض بين الفن والدين.. وأرفض إبرة الموت

في لقاء تلفزيوني صريح ومثير للجدل، تحدّثت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني عن عدد من القضايا الدينية والإنسانية والفنية، وأبدت آراءً جريئة فتحت بابًا واسعًا للنقاش، مؤكدة أن الإنسان يجب أن يتحلّى بالرحمة، وأن الفن لا يتعارض مع الدين، مشيرة في الوقت ذاته إلى بعض التجارب الشخصية التي أثّرت في قراراتها واختياراتها.

وتطرّقت مشعلاني إلى تجربة الفنان المعتزل أدهم النابلسي، وقالت:" من المؤكد أن أدهم ارتكب أمرًا ما في حياته جعله يشعر بالذنب ويدفعه للاعتزال لأسباب دينية، ولكن في نهاية الأمر، هناك أشخاص يؤدّون الصلوات بشكل منتظم، ومع ذلك يرتكبون كوارث أخلاقية وإنسانية."
وعن حياتها الخاصة، أوضحت باسكال أنها عقدت زواجًا مدنيًا رغم ديانتها المسيحية، وقالت:" اخترت الزواج المدني لأنني كنت أخشى أن نتغيّر لاحقًا، في ديانتنا المسيحية، الطلاق أمر بالغ الصعوبة، ولهذا فضّلت الطريق الذي يضمن لنا الاستقرار والاحترام."
وفي موقف إنساني واضح، انتقدت مشعلاني الأصوات التي تُحرّم الترحم على غير المسلمين، مؤكدة:" لا يجوز أن يُقال إن الرحمة لا تُطلب إلا للمسلمين فقط، فهذا قول مُهين لا يرضاه لا شيخ مسلم ولا كاهن مسيحي، نحن بشر ضعفاء، والله وحده هو العالم بالقلوب، والرحمة من حق كل إنسان، سواء كان مسلمًا، أو مسيحيًا، أو من أي ديانة أخرى."
القتل الرحيم
كما أعربت باسكال عن رفضها لما يُعرف بـ"القتل الرحيم" أو "إبرة الموت"، قائلة:" أنا أرفض تمامًا فكرة إنهاء الحياة طبيًا، أُفضّل أن أتحمّل الألم وأعيش معاناة المرض، تمامًا كما تألّم السيد المسيح، فالألم جزء من الإنسان، وأنا مستعدة للموت في أي لحظة، ولكن دون أن أُنهي حياتي بقرار بشري".
ووجهت الفنانة اللبنانية رسالة طريفة إلى زميلتها الفنانة أصالة نصري بقولها:" توقفي عن الخضوع للمزيد من عمليات التجميل، لقد أصبحتِ جميلة أكثر مما يجب، ولا داعي للاستمرار".
وفي ختام اللقاء، أكدت باسكال مشعلاني إيمانها العميق بأن الفن لا يناقض الدين، وقالت:" لا يوجد أي تعارض بين الفن والدين، ومن يعتزل فجأة بحجة التقوى، لا بد أن هناك أمرًا داخليًا غير مفهوم يدفعه لذلك".
تصريحات باسكال فتحت أبواب الحوار بين الجمهور، وطرحت تساؤلات عديدة حول حدود الدين، وحرية الإنسان في اختياراته، ومدى قبول المجتمع لاختلاف الآراء، لكنها بالتأكيد أعادت التأكيد على أن الفنان ليس مجرد مؤدٍ، بل إنسان صاحب فكر وموقف.