لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يسمح لجنوده بإطلاق لحاهم دون موافقة خاصة

لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي، يُسمح لجميع الجنود الإسرائيليين بإطلاق لحاهم دون موافقة خاصة، مما يُمثل تحولًا جذريًا في اللوائح العسكرية.
جاءت الخطوة بناءًا على طلب من جنود لواء جولاني إلى منظمة "تورات لخيمة" التابعة للجيش والتي تعمل على تعزيز الهوية اليهودية بين صفوف جنود الاحتلال.
الجيش الإسرائيلي يسمح لجنوده بإطلاق لحاهم
قادت منظمة "تورات ليخمة" وعضوة الكنيست كيتي شطريت، من حزب الليكود جهود الحصول على إذن عام للجنود بإطلاق لحاهم دون الحاجة إلى إذن خاص، وقالت شطريت: "من الآن فصاعدًا، ستُعتبر اللحية جزءًا لا يتجزأ من هوية الجندي الإسرائيلي".
وبموجب هذا القرار، يُسمح لجميع الجنود بإطلاق لحاهم بغض النظر عن هويتهم الدينية، شريطة أن تتوافق مع المظهر العسكري اللائق وتفي بالمعايير المنصوص عليها في اللوائح.
وأكدت المنظمة أنها حريصة على أن يصبح الجيش الإسرائيلي "جيش يهودي"، مشيرة إلى أنه وبعد سنوات طويلة من النضال، نجحوا أخيرًا وبقيادة زميلتنا الدؤوبة عضو الكنيست كيتي شطريت، في إجراء تصحيح تاريخي وهام سيضع حدًا للاضطهاد الغريب للجنود الذين يرغبون في إطلاق لحاهم.

منظمة تورات لخيمة ونضال اللحية
وفقًا لما نقله موقع "جيروزاليم بوست"، وصفت المنظمة القرار بأن "تصحيح تاريخي بين جدران الجيش"، مشيرة إلى أن "نضال اللحية" استمر طويلًا. ووجهت الشكر إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، ووزير العدل ياريف ليفين لتعاونهما طوال الوقت.
كما شكرت المنظمة الوزير عميحاي إلياهو، الذي، بحسب المنظمة، يُناضل من أجل هذه القضية منذ عشر سنوات، والناشط في الشبكة، جلعاد الملتحي، على مساهمتهما في هذا النضال.
ويُمثل هذا التغيير علامة فارقة في الاعتراف بأهمية التقاليد اليهودية ومنح الجنود مزيدًا من الحرية فيما يتعلق بمظهرهم، مع الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية في إطار الخدمة العسكرية.
وعلقت عضو الكنيست كيتي شطريت بانفعال: "هذا الصباح، تمكنا من إحداث تصحيح تاريخي داخل الجيش، وخاصة خلال الحرب. وبموجب مشروع القانون الذي بادرتُ به، سيُسمح للجنود بإطلاق لحاهم دون أي اعتبار لهويتهم. من غير المقبول أن يمر إطلاق اللحية، كرمز يهودي أساسي، بعملية بيروقراطية عتيقة لا تمت بصلة إلى غرض جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضافت: "أشكر وزير الدفاع إسرائيل كاتس على جهوده الحثيثة في دفع هذه الاتفاقية المهمة، ووزير العدل ياريف ليفين على مساهمته الكبيرة في تعزيز القانون خلال هذه الفترة. وأتوجه بالشكر الشخصي للحاخام أفيعاد غادوت وإيتاي أسمان من منظمة "تورات لخيمة" على نضالهما المشترك من أجل هذا التصحيح التاريخي، وللملتحي جلعاد على عمله المهني وإيمانه بصلاح هذه الاتفاقية.

فيما صرح جلعاد الملتحي، قائد النضال من أجل إعفاء الجنود من اللحية: "بعد سنوات من النضال من أجل الجنود، نحن سعداء ومتحمسون لقدوم هذا اليوم التاريخي أخيرًا. قبيل عيد الفصح، يمنح جيش الدفاع الإسرائيلي عشرات الآلاف من الجنود حريةً حقيقية".
وأوضح جلعاد، أن النظام الجديد سيسمح لكل جندي بإطلاق لحيته، مما يضع حدًا للتمييز المنهجي ويُمكن القادة من التركيز على كسب الحرب، لا على حلق ذقون الجنود: "شكرًا جزيلًا لزملائي في النضال، يوشي باروخ وبار بينتو، وللعضوة كيتي شطريت، والأهم من ذلك، للجنود الأعزاء الذين يحموننا".

هل إطلاق اللحية من الشريعة اليهودية؟
إطلاق اللحية له أصل في الشريعة اليهودية، وهو مرتبط بتعاليم التوراة والتقاليد الدينية اليهودية، خاصة لدى الطوائف الأرثوذكسية. وتوجد عدة نصوص تشير إلى عدم حلق اللحية في التوراة، منها:سفر اللاويين 19:27 :"لا تقصوا شعر رؤوسكم مستديرًا، ولا تفسد عارضيك".
في التقاليد اليهودية، يُعد إطلاق اللحية علامة على التقوى والاحترام للتقاليد، خاصة في التيارات الأرثوذكسية والحسيدية. وبعض الحاخامات لا يحلقون لحاهم طوال حياتهم، ويعتبرونها من الهوية الدينية.