عاجل

تحدت العادات والصعاب.. رحلة كفاح "أم يوسف" الصعيدية التي اقتحمت عالم الرجال

أم يوسف اشهر جزارة
أم يوسف اشهر جزارة بالمنيا

تتألق قصة كفاح امرأة من مركز بني مزار، في صعيد مصر، لتسطر اسمها بحروف من عرق الجبين لتصبح "أم يوسف"، أشهر جزارة في محافظة المنيا، لم تكتفِ هذه السيدة بمؤازرة زوجها في مهنة الجزارة الشاقة، بل اقتحمت عالمًا كان حكرًا على الرجال، لتثبت بجدارة أن العزيمة والإصرار يذيبان كل الحواجز، وأن العمل الشريف لا يعرف جنسًا أو عمرًا.


مهنة أجدادي وجوزي وابني


باعتزاز وفخر، تتحدث "أم يوسف"، عن مهنة الجزارة التي لم تكن مجرد مصدر رزق لها ولأسرتها، بل إرثًا عائليًا تناقلته الأجيال، تقول بصوت يقطر عراقة الماضي: "ورثت المهنة من أبي وكانت مهنة أجدادي، وزوجي أيضًا جزار، وابني يسير على نفس الدرب، عملت معهم جنبًا إلى جنب في المذبح والسوق، لم أجد في ذلك عيبًا أو حرجًا، بل هو عمل شريف نكسب منه قوت يومنا بالحلال"، بهذه الكلمات البسيطة تختزل "أم يوسف"، قصة عائلة بأكملها ارتبطت بمهنة الجزارة، لتصبح جزءًا أصيلًا من هويتها وتاريخها.


رحلة تعلم فن الذبح والتقطيع


لم يكن طريق "أم يوسف" في عالم الجزارة مفروشًا بالورود، تروي عن بداياتها قائلة: "اشتغلت مع زوجي لأساعده في بيع اللحوم وتخفيف الأعباء عنه، في البداية واجهت صعوبات كبيرة في تعلم أسس المهنة، خاصة كيفية ذبح الماشية وتجهيز اللحوم، كانت تتطلب قوة بدنية ومهارة في استخدام الأدوات الحادة، وهو ما لم أعتد عليه في البداية"، وتضيف بابتسامة: "لكن بعزيمتي وإصراري، وبتشجيع زوجي وتعليمه لي، تمكنت بفضل الله من تجاوز كل هذه الصعاب".


تسترجع "أم يوسف" تفاصيل تعلمها المهنة بشيء من التفصيل، قائلة: "في بداية تعليم زوجي لي أسس الجزارة، من كيفية الذبح ونزع الجلد عن اللحم ثم التقطيع واستخراج الأحشاء، كنت أواجه العديد من التحديات، أتذكر أنني كنت أحيانًا أجرح يدي بالألة الحادة أثناء التقطيع، أو أنني كنت أتوتر وأرتبك من زحمة الناس وقت البيع"، لكن هذه التحديات لم تثنِ عزيمتها، بل كانت بمثابة دروس قاسية صقلت مهارتها وزادت من خبرتها، وتضيف بثقة: "لكن الآن، تعلمت كل شيء بإتقان، من أول الذبح والتشفية والتقطيع والبيع، وأصبحت أتعامل مع الزبائن بثقة واقتدار، والحمد لله، ربنا وفقنا وكرمنا في عملنا".


"أم يوسف" رمز للعطاء والكفاح في المنيا


قصة "أم يوسف"، ليست مجرد حكاية عن امرأة تعمل في مهنة شاقة، بل هي رمز للعطاء والكفاح والتحدي في محافظة المنيا، إنها نموذج للمرأة المصرية الأصيلة التي تسعى جاهدة لكسب الرزق الحلال ومساعدة أسرتها، ولا تتردد في اقتحام أي مجال عمل شريف، "أم يوسف" ليست فقط أشهر جزارة في المنيا، بل هي أيقونة للصبر والمثابرة، وقصة نجاح ملهمة لكل امرأة تسعى لتحقيق ذاتها وترك بصمة في مجتمعها.

 

تم نسخ الرابط