صحفية فلسطينية: نواجه الموت يوميا ولم نتلق مستحاقتنا من"بي بي سي"

في وقت لا يزال فيه الصحفيون الفلسطينيون يسطرون ملاحم مهنية وإنسانية تحت النار، خرجت الصحفية الغزية هلا موسى عصفور لتكشف عن معاناة من نوع آخر، تسير بالتوازي مع أهوال القصف والموت، وهي معاناة الإهمال والتجاهل من مؤسسات إعلامية كبرى، على رأسها قناة "بي بي سي العربية".
عصفور، التي غطت المواجهات الميدانية في غزة منذ الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي، تحدثت بمرارة عن واقع لا يقل قسوة عن الحرب، مؤكدة أنها وزملاءها "يحملون أرواحهم على أكفهم" ويخوضون يوميًا مهمات خطرة لنقل الحقيقة إلى العالم، دون أن يلقوا أي تقدير، لا مادي ولا حتى معنوي.
وأوضحت هلا عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنها كلفت من قبل "بي بي سي العربية" بمهام تغطية ميدانية خلال الحرب، التزمت خلالها بأعلى درجات المهنية رغم المخاطر ونقص الإمكانيات، إلا أنها لم تتلقَ مستحقاتها المالية حتى الآن، رغم مرور أشهر على العمل، والاكتفاء بوعود غير منفذة حول بدء الحوالات منذ 11 مارس.
وأضافت: كثيرًا ما اضطررنا للخروج للتصوير دون حتى وسيلة مواصلات، في ظل ظروف خانقة وحرب لا ترحم، ومع ذلك لم نشهد أي تواصل جاد أو وفاء بالعهود.
ووصفت هلا هذا الإهمال بأنه إهانة للصحافة الحرة، محذرة من استمرار تجاهل حقوق الصحفيين في غزة الذين يدفعون ثمن التزامهم المهني من حياتهم، مضيفة: نقتل تحت القصف، ثم تُدفن أصواتنا مرة أخرى في أدراج الإهمال.
هذه الشهادة تعكس واقعًا أليمًا يعيشه صحفيو غزة، واقع يفرض إعادة النظر في كيفية تعامل المؤسسات الإعلامية الدولية مع كوادرها في مناطق النزاع، خاصة أولئك الذين ينقلون الحقيقة من قلب المأساة، لا من وراء المكاتب.