إمام بأوقاف الشرقية: الاستقامة على العبادة طريق كل مسلم للمداومة على الطاعة
أكد الشيخ محمد رجب إمام مسجد النصر الكبير بديرب نجم الشرقية، أن أفضل الأعمال أدومها عند الله، فمدرسة الصيام مستمرة بعد رمضان من صيام النوافل كيوم الاثنين والخميس، ومنه ما هو شهري: كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنه ما هو سنوي: إما أيام معينة: كيوم عاشوراء ويوم عرفة، وإما فترات: كصيام ست أيام من شوال، وصيام ما تيسر من شهر المحرم، وشعبان، إذا فعبادة الصيام مستمرة على مدار العام.
عدم الاغترار بالعبادة
وقال الشيخ محمد رجب إمام مسجد النصر الكبير: على الإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل وأن لا يغتر بما قدمه من عبادات، بأن يغلق أبواب الشيطان فقد يدخل الشيطان لأحد العباد من باب العبادة فإبليس يدخل للإنسان العابد من أبواب العبادة، فيجعل الإنسان مغتر بعبادته لله.
أضاف الشيخ «رجب» خلال كلمته بالأمسية الدينية التي نظمتها إدارة أوقاف ديرب نجم الشرقية أمس : وهنا يحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خرج من عندي خليلي آنفا جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد والذي بعثني بالحق إن لله لعبدا من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، وأخرج الله له عينا عذبا بعرض الأصبع تبض بماء عذب فيستنقع في أصل الجبل، وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة فتغذيه، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها، ثم قام إلى صلاته فتمنى من ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه وهو ساجد ففعل. فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجده في العلم يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي. فيقول: رب بعملي، فيقول: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: بل بعملي. فيقول الله لملائكته: قايسوا بنعمتي عليه وبعمله، فيوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة سنة، وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه، فيقول: أدخلوا عبدي النار. قال: فيجر إلى النار فينادي رب برحمتكم أدخلني الجنة»
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «قال: لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
رمضان دورة تدريبية للمسلم
وحذر الشيخ رجب بأن يكون شهر رمضان عند البعض سبب للاغترار بالعبادة، وشبه الشيخ «محمد رجب» شهر رمضان كالدورة التدريبية للمسلم يستمد منها القوة لباقي شهور السنة حتى يستقبل رمضان الذي بعده، وهكذا كان حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يودعونه في ست ويستقبلونه في ست، وقال الله عز وجل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾
فالذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له، ثم استقاموا على شريعته، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها.
وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : قل آمنت بالله ، ثم استقم رواه مسلم .
فالاستقامة على العبادة نصيحة لكل مسلم يضعها نصب عينيه ونسأل الله أن يثبتنا على طاعته.
