عاجل

هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها الأطفال حول معاناة وألم أطفال غزة الشهداء، وذلك خلال مشاركته في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.

 تضمنت الأسئلة استفسارات حول ما إذا كان الأطفال في غزة يتألمون عند استشهادهم، ولماذا يسمح الله بمعاناتهم، وما هو مصيرهم في الآخرة. وجاءت الإجابات ضمن سلسلة كتاب "نور"، التي تهدف لتوضيح المفاهيم الدينية للأطفال.

هل يتألم الأطفال في غزة وهم يستشهدون؟

قل  فضيلة الإمام الأكبر في إجابته عن هذا السؤال، أن الشهيد يختلف عن غيره من الناس عند الموت، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِن مَس القَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحدُكُمْ مِنْ مَس القَرْصَةِ".
وأضاف شيخ الأزهر أن الله سبحانه يخفف عن الشهداء ألم الموت، ويمنحهم الكرامة والراحة في اللحظات الأخيرة، إذ يشعرون بألم خفيف كقرصة بسيطة، بما يعكس رحمة الله بهم.

لماذا يسمح الله سبحانه بمعاناة الأطفال الأبرياء في غزة؟


ردًا على سؤال الطفلة عن السبب وراء معاناة الأطفال الأبرياء، أوضح فضيلة الإمام أن الله عز وجل من أسمائه "الحكيم"، وهو الذي يملك كمال الحكمة في أفعاله وأوامره. 

وأشار إلى أن حكمة الله قد تظهر أحيانًا للعباد وقد تخفى عنهم اختبارًا لإيمانهم. وأكد أن معاناة المؤمنين، ومن بينهم الأطفال الأبرياء، تحمل في طياتها رفعًا للدرجات في الآخرة ومضاعفة للأجر، لافتًا إلى أن الظالمين والطغاة لن يمروا دون حساب، وسيواجهون عقابًا شديدًا في الدنيا والآخرة.
وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [ الكهف: 49].

ما مصير أطفال غزة الشهداء بعد استشهادهم؟

أكد شيخ الأزهر أن أطفال المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ يكون مصيرهم الجنة بإذن الله تعالى، وأطفال غزة تحديدًا بما تحملوه من معاناة سينالون الأجر العظيم. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم عليه السلام في الجنة"، موضحًا أن هؤلاء الأطفال يُكرمون في كفالة سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى يوم القيامة.

هل يلتقي أطفال غزة بعد استشهادهم بآبائهم وأمهاتهم في الجنة؟

في إجابته عن هذا السؤال، أشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن اجتماع الأهل والأقارب في الجنة من نعم الله الكبرى التي وعد بها عباده المؤمنين. 

وأوضح أن الأطفال الشهداء بعد فترة من كفالتهم عند سيدنا إبراهيم وسارة عليهما السلام يُعادون إلى آبائهم وأمهاتهم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة".

شيخ الأزهر يوجه  رسالة لأولياء الأمور

تأتي هذه الإجابات ضمن إصدار سلسلة "نور"، الذي يهدف إلى الإجابة عن تساؤلات الأطفال حول العقيدة والحياة بأسلوب بسيط يناسب أعمارهم. 

ووجه شيخ الأزهر رسالة لأولياء الأمور بأهمية تشجيع الأطفال على التفكير والتساؤل، وعدم منعهم من طرح أسئلة عن الدين أو الحياة، مؤكدًا ضرورة الإجابة عنها بحكمة وصبر لتنشئة جيل واعٍ ومتدين.

تم نسخ الرابط