عاجل

دراسة: تأثير الأمومة المبكرة على الصحة النفسية للأم

الأمومة المبكرة
الأمومة المبكرة

لا شك في أهمية تسليط الضوء على قضية "الأمومة المبكرة" في العديد من البلدان، إذ تبين أن الأمهات المراهقات يعانين بنسب أعلى من اكتئاب ما بعد الولادة، كما أظهرت الدراسات أن أطفالهن يواجهون تأخرًا في المهارات الاجتماعية والعاطفية ويصل إلى 20% عند بلوغهم 36 شهرًا.
 

ورصد موقع "نيوز رووم" تفاصيل أعمق لمنهجية ودلالات دراسة BMC  Psychiatry ، التي تناولت أثر الأمومة المبكرة والضغوط الاقتصادية على الصحة النفسية للأم وتطور الطفل حتى سن الثالثة. 

<span style=
الأمومة المبكرة

رصد التغيرات النفسية والسلوكية.. خطة الدراسة من حيث المنهجية

  •هدف الدراسة

الدراسة هي عبارة عن مجموعة من الأمهات ورضعهن في سن 36 شهرًا، بهدف رصد التغيرات النفسية والسلوكية على المدى المتوسط.

 • عينة البحث

  • عدد المشاركات: 1,200 أمًّا
  • الفئات العمرية للأمهات عند الولادة:
  • مراهقات (تحت سن 20)
  • شابات (20–25)
  • ناضجات (>25)
  • الوضع العائلي: متزوجات وعازبات

   • جمع البيانات

  • المرحلة الأولى (عند الولادة): استبيانات لجمع المعلومات الديموغرافية والاقتصادية (الدخل الشهري، الاستقرار السكني، مستوى التعليم).
  • المتابعة الدورية: تقييمات في الأشهر 6، 12، 24، و36 باستخدام أدوات معيارية:•   مقياس إدنبرة لاكتئاب ما بعد الولادة (EPDS): لقياس أعراض
  • الاكتئاب عند الأم.
  • مقياس الارتباط الأمن (Attachment Q-Sort): لقياس جودة التعلق بين الأم والطفل.
  • مقابلات تنمية الطفل (Ages & Stages Questionnaire): لتقييم النمو العاطفي والاجتماعي والحركي للرضيع.

إكتئاب ما بعد الولادة.. نتائج أثر الأمومة المبكرة:

1. معدلات اكتئاب ما بعد الولادة PPD

   • الأمهات تحت سن 20 اللواتي يعشن تحت ضغوط اقتصادية عالية، سجّلن أعلى درجات على EPDS بنسبة 38% في الشهر السادس، مقارنةً بنسبة 18% لدى الشابات فوق العشرين اللاتي يتمتعن بدعم مادي وعائلي مستقر.

2. تأثير الوضع العائلي

  • الأمهات العازبات في الفئة العمرية المبكرة (تحت 20) كنّ أكثر عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة بنسبة 45%، مقابل 30% للمتزوجات في نفس الفئة العمرية.

  •الدعم الأسري (سواء من الأهل أو الزوج) قلّل من شدة الأعراض بنسبة وصلت إلى 50% في كلا المجموعتين.

 3. جودة التعلق بين الأم والطفل

       •ارتبطت درجات EPDS المرتفعة بانخفاض ملحوظ في درجات التعلق الآمن عند الشهر الثاني عشر؛ إذ سجّلت مجموعة الأمهات المراهقات تحت ضغوط اقتصادية معدّل ارتباط آمن أقل بنسبة 25% مقارنةً بالشابات المستقرات اقتصاديًا.

 4. نمو الطفل العاطفي والاجتماعي

 •  الأطفال الذين تربّوا مع أمهات مراهقات يعانين اكتئاب ما بعد الولادة، وأظهروا تأخرًا في المهارات الاجتماعية والعاطفية بنسبة 20% عند عمر 36 شهرًا، مقارنةً بأقرانهم الذين كانت أمهاتهم في عمر أكبر أو أكثر دعمًا ماديًا وعائليًا.

الضغوط الاقتصادية وقلة الخبرة.. التفسير والآليات المقترحة

  • الضغوط الاقتصادية كوسيط رئيسي:

الضغوط اليومية مثل القلق على تأمين الغذاء والسكن تدفع الأم المراهقة إلى مستويات عالية من التوتر المزمن، ما يرفع مستوى الكورتيزول ويضعف آليات التكيف النفسي.

  • قلة الخبرة والدعم الاجتماعي:

الأم المبكرة غالبًا ما تفتقر إلى المهارات التربوية الكافية وشبكات الدعم، مما يجعلها أكثر عرضة للشعور بالعجز والاكتئاب.

  • تأثير الاكتئاب على التفاعل الأمومي:

الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة يميلن إلى تفاعل أقل دفئًا وحساسية مع رضيعهن، وهو ما يؤثر سلبًا على شعور الطفل بالأمان ويعيق تطوره العاطفي.

مبادرات ومتابعه نفسية.. توصيات الدراسة للأمهات والأطفال

  1. برامج دعم اقتصادي مباشر للأمهات المراهقات (إعانات غذائية وسكنية).
  2. مبادرات التوعية النفسية والتربوية قبل وأثناء الحمل المبكر، مع توفير استشارات منتظمة للأمهات الشابات.
  3. تعزيز شبكات الدعم الاجتماعي عبر مجموعات الأمهات أو الجمعيات الأهلية لتبادل الخبرات والموارد.
  4. متابعة نفسية مبكرة للأطفال الذين ولدت لهم أمهات في سن مبكرة، لضمان تدخل سريع عند ظهور أي تأخر في النمو.

تؤكد هذه الدراسة أن الأمومة المبكرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة ليست مجرد قضية اجتماعية، بل قضية صحية ونفسية تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد لضمان مستقبل أفضل لكل من الأم والطفل.

تم نسخ الرابط