وزير الدفاع الأمريكي: قناة بنما تواجه تهديدات مستمرة.. ونرفض سيطرة الصين عليها

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن قناة بنما تواجه تهديدات مستمرة، موجّهًا اتهامات مباشرة للصين بمحاولة توسيع نفوذها في هذا الممر الملاحي الاستراتيجي، وذلك خلال زيارة نادرة لمسؤول دفاع أمريكي إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، بحسب ما أفادت به صحيفة "إكسيوس".
أول زيارة منذ 21 عامًا
تصريحات هيغسيث جاءت عقب اجتماعه مع رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، حيث قال إن "الولايات المتحدة وبنما ستستعيدان السيطرة على هذا الممر الحيوي من التأثير الصيني".
وأضاف خلال مراسم تدشين رصيف بحري تموله الولايات المتحدة في قاعدة فاسكو نونييث دي بالبوا البحرية بالعاصمة بنما سيتي: "لن نسمح للصين الشيوعية أو لأي دولة أخرى بتهديد تشغيل القناة أو المساس بسلامتها".
وأشار هيغسيث إلى أن التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين شهد في الأسابيع الأخيرة تقدمًا غير مسبوق منذ عقود، في مواجهة ما وصفه بـ"الاختراق الصيني للبنية التحتية الحيوية المحيطة بالقناة".

مخاوف أمريكية من مراقبة صينية
الوزير الأمريكي تحدث عن "شركات صينية" تدير مرافق حيوية في محيط القناة، في إشارة إلى ميناءين تابعين لشركة "سي كيه هتشيسون" ومقرها هونغ كونغ، والتي تجري مفاوضات لبيع حصصها إلى تحالف يضم شركة "بلاك روك" الأمريكية.
وأوضح أن تلك السيطرة تمنح بكين قدرة محتملة على "تنفيذ أنشطة مراقبة في جميع أنحاء بنما"، مما يهدد – بحسب قوله – أمن وسيادة كل من بنما والولايات المتحدة.
موقف بنما: تدقيق في المشاريع الصينية
من جانبه، رفض الرئيس البنمي الاتهامات بتدخل صيني في شؤون بلاده، لكنه تعهّد بإجراء مراجعة رسمية للموانئ التي تديرها شركات صينية على القناة، وبتقديم نتائج هذه المراجعة إلى الولايات المتحدة. كما أكد أن حكومته لن تجدد الاتفاقيات مع الصين ضمن مبادرة "الحزام والطريق" للبنية التحتية.

بيان مشترك وتباين في الصياغة
وعقب الاجتماع، أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا باللغتين الإنجليزية والإسبانية تضمّن اتفاقًا على العمل بخصوص تعويضات تتعلق برسوم عبور السفن الأمريكية في القناة.
لكن وكالة "أسوشيتد برس" لفتت إلى أن النسخة الإسبانية وحدها هي التي أكدت أن هيغسيث "اعترف بقيادة بنما وسيادتها غير القابلة للتصرف على قناة بنما ومحيطها"، في صياغة اعتبرها البعض محاولة لطمأنة الجانب البنمي.
استنكار صيني
في المقابل، ردت السفارة الصينية في بنما بتصريحات حادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: "من الذي يدعي حماية حياد القناة وازدهارها؟ ومن الذي يصرخ لاستعادتها؟ من هو التهديد الحقيقي لها؟".