أحمد السعدني: شخصية طارق في "لام شمسية" معقّدة وقدمنا القضية بشكل درامي رائع

في حديث صريح ومليء بالتفاصيل، كشف الفنان أحمد السعدني عن حالة التردد والخوف التي سيطرت عليه قبل قبوله لتجسيد شخصية "طارق" في مسلسل "لام شمسية"، مؤكدًا أن الدور شكّل له تحديًا نفسيًا وفنيًا غير مسبوق.

بداية مشوار التردد

في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" المذاع عبر قناة ON، اعترف السعدني بأنه عاش فترة طويلة من الصراع الداخلي قبل اتخاذ قرار قبول الدور، قائلاً: "كنت خايف جدًا من تقديم شخصية طارق، وفضلت فترة طويلة متردد... مش عارف كريم الشناوي استحمل ده إزاي!"

ورغم أن السعدني كان على دراية بمضمون المسلسل وقيمته، فإن أولى حلقاته كانت كفيلة بإشعال المخاوف داخله. يقول:"أول حلقة خوفتني، والتانية زادت التردد جوايا."

الخوف لم يكن من القضية

وأكد السعدني أن التردد لم يكن مرتبطًا بالقضية الجوهرية التي يناقشها العمل، بل بـ"تعقيد شخصية طارق" نفسها، مشيرًا إلى صعوبة الوصول إلى مدخل يمكنه من فهم الشخصية وتقديمها بإقناع.

وأضاف:"أنا مقتنع إن العمل بيحمل قضية مهمة جدًا، واتقدم بشكل درامي رائع... لكن شخصيًا، مكنتش قادر أحب طارق في البداية، ومكنتش لاقي مدخل له."

حب الشخصية شرط لتقديمها

وكشف السعدني عن فلسفته في التمثيل، موضحًا أنه لا يستطيع تقديم شخصية لم يحبها داخليًا، قائلاً:"أنا بطبيعتي لو معرفتش أحب الشخصية، هقدّمها وحش، حتى لو كنت بحب الورق والمخرج والعمل كله."

وتابع: «لكن مع مرور الوقت وبتعمق أكبر في تفاصيل الشخصية، تغيّرت مشاعره تدريجيًا، حتى أصبح يرى "طارق" من منظور مختلف، إنساني أكثر منه مثالي، معلقًا: "بعد فترة، حبيته جدًا، لأنه في النهاية إنسان، مش ملاك... بيغلط وبيصيب."

نقاشات لتفكيك الشخصية

وعن التحضيرات والكواليس، أوضح السعدني أنه خاض العديد من الجلسات المكثفة مع الكاتبة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوي لفهم أبعاد الشخصية والتعامل مع تناقضاتها، قائلاً: "دخلت في نقاشات كتير مع مريم نعوم وكريم الشناوي، وكنت دايمًا بقولهم أنا حاسس بإيه... لحد ما بدأنا نلاقي مداخل منطقية تخليني أفهم وأحب طارق."

"طارق" انتصر في النهاية

رغم كل المخاوف والترددات، أثبتت الأيام أن السعدني قدّم واحدًا من أنضج أدواره وأكثرها تعقيدًا، وهو ما أظهر قدرته على الغوص في أعماق النفس البشرية وتقديم شخصيات غير نمطية بمزيج من الصدق والواقعية.

وذكر أن "طارق" لم يكن شخصية سهلة، لكنه كان تجربة استثنائية تركت أثرها في مسيرة أحمد السعدني، وعمّقت حضوره الدرامي أمام الجمهور والنقاد على حد سواء.