عاجل

الشيخ عويضة عثمان يوضح حكم صيام المرأة دون إذن الزوج (فيديو)

الشيخ عويضة عثمان
الشيخ عويضة عثمان

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قضاء المرأة لما فاتها من أيام رمضان واجب شرعي لا يجوز التهاون فيه، قائلاً: «على المرأة أن تُسارع في قضاء هذه الأيام في أقرب وقت ممكن، ما دام لا يوجد عذر شرعي يمنعها، موضحًا أن هذا القضاء لا يتطلب إذن الزوج، بل هو فرض قائم بذاته يجب أداؤه فور الاستطاعة».

وخلال ظهوره في برنامج "فتاوى الناس"، على قناة "الناس"، شدد الشيخ عويضة على أهمية هذا النوع من الصيام، الذي يُعد من أركان إتمام الفريضة، وهو يختلف تمامًا عن صيام النوافل.

إذن الزوج في النوافل 

أوضح أمين الفتوى أن الأمور تختلف تمامًا عندما يتعلق الأمر بصيام التطوع مثل صيام الست من شوال، حيث يُستحب للمرأة أن تستأذن زوجها في هذه الحالة، خاصة إذا كان حاضرًا في المنزل، وذلك من باب التعاون والتفاهم بين الزوجين، وليس لأن الطاعة الزوجية تتعارض مع العبادة.

وبيّن أن الشرع الحكيم يوازن بين الحقوق والواجبات داخل الأسرة، ولذلك فإن الاستئذان في صيام النفل لا يعني تقييدًا للمرأة، بل حفاظ على روح التفاهم والانسجام الأسري، طالما أن الصيام تطوعي وليس فرضًا.

الدين يدعو للتراحم

وفي سياق حديثه، دعا الشيخ عويضة إلى ضرورة بناء العلاقة الزوجية على أسس من الرحمة والتكافل، مؤكدًا أن الزوج ينبغي أن يكون عونًا لزوجته في أداء العبادات، لا عائقًا أمامها، بل عليه أن يشجعها على الطاعة والعبادة، لما لذلك من أثر طيب على الأسرة والمجتمع بأكمله.

وقال: "الزوجة الطائعة تجلب البركة لبيتها، في رزقها، وفي أولادها، وفي استقرارها الأسري، وكلما تقربت المرأة إلى الله بصدق، كان لذلك انعكاس واضح على سلوكها وسعادة أسرتها".

رفع البلاء عن المجتمع

وفي لمحة إيمانية، أشار الشيخ عويضة إلى قول سيدنا سعيد بن المسيب، الذي أوضح أن الرجل الصالح لا يُنجي نفسه فقط من البلاء، بل يكون سببًا في رفع البلاء عن أهله ومنطقته، كما ضرب مثلاً بسيدنا محمد بن واسع، أحد الصالحين الذي كان يُقال عنه إنه أمانٌ لأهل الأرض من العذاب بسبب كثرة ذكره لله.

وأضاف أن صلاح المرأة وعبادتها وإخلاصها في الطاعة تجعل منها عنصر أمان داخل أسرتها، مؤكداً أن العبادات ليست مجرد علاقة فردية بين العبد وربه، بل هي طاقة نور تنعكس على من حوله، وتؤثر إيجابًا في المحيط الأسري والاجتماعي.

الاستقرار الأسري

اختتم الشيخ عويضة عثمان حديثه برسالة إلى الأزواج والزوجات، داعيًا إلى نشر ثقافة التعاون على البر والتقوى، وتقدير أهمية العبادات في بناء الأسر المستقرة والرحيمة. 

وشدد على أن الأسرة التي تُبنى على الطاعة والتفاهم، تُنبت جيلًا صالحًا وتنعم بالسعادة والسكينة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا...".

تم نسخ الرابط