آية الكرسي.. لماذا سميت بهذا الاسم والأوقات المستحبة لقراءتها وفضلها
تُعتبر آية الكرسي، أعظم آيات القرآن الكريم، حيث تضمنت آية الكرسي الآية 255 من سورة البقرة، أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تبرز فضلها وأثرها في حياة المؤمن، حيث تحميه من شرور الشيطان، وتعزز توحيده لله عز وجل.
لماذا سميت آية الكرسي بهذا الاسم؟
يرجع سبب التسمية إلى ورود كلمة "الكرسي" في الآية، حيث يقول الله تعالى: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ"، وهذا التعبير لم يرد في أي آية أخرى، مما أضفى على هذه الآية خصوصية جعلتها متفردة في معناها ومكانتها.
آية الكرسي سيدة الآيات
لا يُطلق على آية الكرسي هذا اللقب عبثًا، فقد استحقت أن تُسمى بـ "سيدة الآيات" للأسباب التالية:
احتواؤها على التوحيد الكامل، حي تبرز الآية التوحيد الخالص لله عز وجل من خلال أسمائه وصفاته.
فضلها العظيم، حيث أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن آية الكرسي هي أعظم آية أنزلها الله. فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي سُئل: "أي آية أنزلها الله عليك أعظم؟" فقال: "آية الكرسي".
فضائل آية الكرسي
تحظى آية الكرسي بفضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى، ومن أبرزها ، النجاة من النار، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قراءتها بعد كل صلاة، وقال: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت".
الحفظ من الشيطان، حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها قبل النوم لحفظ النفس من الشيطان، حيث قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح.
الوقاية من السحر والحسد، من قرأها صباحًا ومساءً حفظه الله من أذى الحسد والسحر طوال اليوم.
الأوقات المستحبة لقراءتها
بعد كل صلاة، لضمان الحفظ ودخول الجنة، وقبل النوم، لتكون حصنًا من الشياطين، وعند دخول المنزل لتطهير المنزل من الشياطين، وعند الخروج من المنزل للحماية من الشرور.
آية الكرسي كاملة
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".
شرح آية الكرسي
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ": تؤكد الآية وحدانية الله عز وجل، فهو الحي الدائم الذي لا يموت، القائم على شؤون خلقه.
"لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ": الله عز وجل منزّه عن أي ضعف أو حاجة، فهو لا ينام ولا يغفل.
"لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ": كل شيء في السماوات والأرض ملك لله، لا شريك له.
"مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ": الشفاعة حق لله وحده، ولا تحدث إلا بإذنه.
"وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ": لا يستطيع أحد أن يحيط بعلم الله إلا بما أذن له.
"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ": يشير إلى عظمة الله واتساع ملكه.
"وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ": الله هو الأعلى مقامًا، والعظيم في قدره وسلطانه.
دعوة لقراءة آية الكرسي
من جانبه، حثّ الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، على المواظبة على قراءة آية الكرسي، لما لها من فضل عظيم في الدنيا والآخرة، مؤكدا في حديثه خلال برنامج "الدنيا بخير"، أن هذه الآية ليست مجرد كلمات بل هي حصن منيع للمسلمين من الشرور.
