رسالة ردع موجهة إلى تركيا.. إسرائيل واليونان وقبرص تدرس تشكيل قوة بشرق المتوسط
أفادت شبكة “i24NEWS” العبرية، اليوم الجمعة، بأن مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل واليونان وقبرص يجرون مباحثات أولية حول إنشاء قوة عسكرية مشتركة للتدخل السريع.
وتُدرس هذه المبادرة في إطار تعزيز التعاون العسكري الاستراتيجي بين الدول الثلاث في ظل تصاعد التوترات في شرق المتوسط.
تفاصيل المقترح
بحسب ثلاثة مصادر مطلعة، لن تكون القوة المقترحة دائمة، بل ستُصمَّم للانتشار السريع خلال الأزمات في البحر والجو والبر، وتوصف المناقشات بأنها أولية، حيث لا تزال عمليات التخطيط والتقييم جارية، وقال أحد المصادر إن الفكرة تكمن في إنشاء "قوة مرنة يمكن تفعيلها بسرعة عند الحاجة"، بدلا من وحدة متعددة الجنسيات دائمة.
تُعتبر هذه المبادرة بمثابة رسالة ردع موجهة إلى النشاط العسكري والسياسي التركي في المنطقة، وقال أحد المصادر، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "حتى النقاش نفسه يهدف إلى توجيه رسالة".
يأتي الزخم حول هذا المقترح قبيل قمة رفيعة المستوى متوقعة الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأفادت مصادر بأن إمكانية إنشاء قوة مشتركة من المتوقع أن تكون من بين القضايا التي ستُناقش خلال الاجتماعات.
عقد مسؤولون دفاعيون إسرائيليون ويونانيون وقبرصيون، خلال الأسابيع الأخيرة، عدة مشاورات تناولت التعاون الأمني الإقليمي، وفي نوفمبر، أفاد مكتب رئيس الوزراء بأن السكرتير العسكري اللواء رومان جوفمان ونائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء جيل رايخ عقدا اجتماعات في اليونان مع نظرائهم اليونانيين لبحث "قضايا سياسية وإقليمية".
كما التقى قائد القوات الجوية الإسرائيلية اللواء تومر بار بكبار مسؤولي القوات الجوية من اليونان وقبرص في اجتماع وصفه المسؤولون بأنه استراتيجي لتعزيز التعاون.
أضاف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى النشاط الدبلوماسي هذا الأسبوع من خلال لقائه بنظيره القبرصي في تل أبيب، مما يؤكد بشكل أكبر على الحوار الدفاعي المتنامي بين الدول الثلاث.
سيناريو الانتشار
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "تا نيا" اليونانية، فإن أحد المقترحات قيد المناقشة يتضمن قوة قوامها نحو 2500 فرد، من بينهم حوالي 1000 جندي من كل من إسرائيل واليونان، ونحو 500 جندي من قبرص، إلا أن مصدرين حذرا من أن المحادثات لم تُحسم بعد، وأنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن الهيكل أو الولاية أو سيناريوهات الانتشار.
يؤكد المسؤولون المعنيون أن الفكرة لا تزال قيد الدراسة، لكنهم يقولون إن المناقشات تعكس مصلحة مشتركة بين إسرائيل واليونان وقبرص في تنسيق أمني أوثق مع استمرار تغير الديناميكيات الإقليمية في شرق البحر الأبيض المتوسط.



