محافظ شمال سيناء: غرفة أزمة مركزية تدير خطة دعم غزة

في إطار الأزمة الإنسانية والسياسية المتصاعدة في قطاع غزة، كشف اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، عن تفاصيل دقيقة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الجاري التفاوض عليه، مؤكدًا أن المحافظة تلعب دورًا تنفيذيًا محوريًا ضمن منظومة عمل وطنية متكاملة.
ثلاثة محاور رئيسية
وأشار المحافظ إلى أن الاتفاق المطروح لوقف إطلاق النار في غزة يتكوّن من ثلاثة محاور أساسية. يتمثل المحور الأول في تبادل الأسرى، وهو ملف من اختصاص الجهات الأمنية العليا، ويجري التعامل معه على أعلى المستويات لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
أما المحور الثاني، فهو الشق التنفيذي الذي تضطلع به محافظة شمال سيناء، ويشمل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، واستقبال المصابين من الجانب الفلسطيني، وتجهيز البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه المهام الحساسة. ويتضمن هذا الجانب أيضًا ترتيبات لوجستية معقدة ترتبط بالمنافذ والمعابر، بما في ذلك ميناء العريش البحري ومطار العريش الدولي.
والمحور الثالث، بحسب ما أوضح مجاور، يتمثل في الترتيبات المستقبلية المرتبطة باستمرار وقف إطلاق النار، والتي ما تزال قيد التفاوض، وتشمل الجوانب الأمنية والإنسانية والسياسية.
تنفيذ المرحلة الأولى
وأوضح محافظ شمال سيناء خلال مداخلته في برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، والذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، إذ أن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار قد تم تنفيذها بالكامل، وهي المرحلة التي شملت تجهيزات لوجستية وإنسانية على أرض المحافظة، بهدف دعم أهالي غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وتابع: «إلا أن مجاور أكد توقف جميع الإجراءات المتعلقة بالمرحلتين الثانية والثالثة مؤقتًا، وذلك نتيجة استمرار العمليات العسكرية في القطاع، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما تزال جارية للوصول إلى صيغة نهائية تسمح باستئناف العمل في المسارات المتبقية».
منظومة عمل وطنية
شدد المحافظ على أن محافظة شمال سيناء لا تعمل بشكل منفرد أو خارج الإطار الرسمي للدولة، بل تُعد جزءًا من غرفة أزمة مركزية تم تشكيلها على مستوى الدولة، هذه الغرفة تضم ممثلين عن كافة الوزارات والقطاعات الحيوية، إلى جانب الجهات الأمنية، وتتابع تطورات الأزمة بشكل يومي على الأصعدة السياسية، والإنسانية، والإعلامية.
وأكد مجاور أن كافة الخطط التي تنفذها المحافظة تصدر من هذه الغرفة المركزية، ويتم تنفيذها وفق تعليمات محددة، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية. وقال: "نحن جهة تنفيذية ملتزمة بتنفيذ قرارات الدولة سواء عبر ميناء العريش أو المطار أو المنافذ البرية".

بسبب التصعيد العسكري
وفي ختام تصريحاته، أكد محافظ شمال سيناء أن جميع المسارات التنفيذية متوقفة في الوقت الراهن، بما يشمل تبادل الأسرى، دخول المساعدات، واستقبال المصابين، وذلك بسبب استمرار القصف والأعمال القتالية في قطاع غزة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الدولة المصرية تتابع الوضع عن كثب، وتتحرك في إطار واضح يجمع بين الدبلوماسية، والعمل الإنساني، والأمن القومي، من أجل تحقيق تهدئة مستدامة تحفظ الأرواح وتدعم الاستقرار في المنطقة.