وداعًا للأرق والكافيين.. دراسة تكشف فاكهة "سحرية" تعيد للنوم جودته الطبيعية

في زمن بات فيه الأرق وقلّة النوم من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا، يبحث الملايين يوميًا عن وصفة سحرية تضمن لهم ليلة هادئة ونومًا عميقًا دون اللجوء إلى الأدوية أو العقاقير الكيميائية.
وبينما اعتاد الناس على تجنّب الكافيين في المساء كوسيلة لتحسين النوم، جاءت دراسة أمريكية حديثة لتقدّم خيارًا طبيعيًا، لذيذ الطعم، وفوائده تتجاوز التوقعات: فاكهة الكيوي.
الدراسة: بحث علمي يكشف قدرات الكيوي على محاربة اضطرابات النوم
قاد فريق بحثي من "المكتبة الوطنية للطب" في ولاية ماريلاند الأمريكية دراسة تجريبية لفحص تأثير تناول فاكهة الكيوي على جودة النوم لدى البالغين الذين يعانون من مشاكل مزمنة في النوم.
وشملت الدراسة 24 شخصًا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و50 عامًا، جميعهم يُبلغون عن صعوبات في الخلود إلى النوم أو الاستمرار فيه.
تم تكليف المشاركين بتناول حبتين من الكيوي يوميًا قبل ساعة من النوم، لمدة أربعة أسابيع متواصلة، مع مراقبة دقيقة لمجموعة من العوامل المرتبطة بالنوم مثل:
- الوقت اللازم للخلود إلى النوم
- عدد مرات الاستيقاظ خلال الليل
- إجمالي مدة النوم
- جودة النوم بحسب تقييم الشخص ذاته
- كفاءة النوم (نسبة الوقت الذي يقضيه الشخص نائمًا أثناء وجوده في السرير)
تحسّن شامل في جودة النوم وكفاءته
بعد انتهاء فترة الدراسة، لاحظ الباحثون تحسناً ملحوظاً في كل المؤشرات المتعلقة بالنوم، فقد انخفض بشكل كبير وقت الاستيقاظ بعد بدء النوم، وتحسّن القدرة على الدخول في النوم بسرعة، وارتفع إجمالي وقت النوم الليلي، كما أشار المشاركون إلى شعورهم براحة نفسية أكبر عند الاستيقاظ، مع انخفاض مستويات القلق والتوتر المرتبطة بنقص النوم.
هذه النتائج لم تكن محض صدفة، بل جاءت لتؤكد ما أشارت إليه أبحاث سابقة حول القيم الغذائية للكيوي، الذي يحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE، بالإضافة إلى السيروتونين، وهو ناقل عصبي مهم يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم دورة النوم واليقظة.
الكيوي مقابل الكافيين: معركة النوم والخلايا العصبية
فيما يُعرف عن الكافيين أنه يُحفّز الجهاز العصبي ويعيق إفراز الميلاتونين – هرمون النوم – يُسهم الكيوي في تحفيز إنتاج السيروتونين الذي يرفع من جودة النوم ويهدئ نشاط الدماغ مع حلول الليل.
ومع مرور الوقت، يبدو أن تناول الكيوي بشكل منتظم يمكن أن يُعيد توازن هذه الهرمونات العصبية، خاصة لدى أولئك الذين يُعانون من اضطرابات النوم أو الأرق الناتج عن الضغط النفسي.
رسالة للباحثين عن حلول طبيعية
أحد أبرز ما يُميز هذه الدراسة هو أنها تُقدم بديلاً طبيعيًا، آمنًا، ومتوفراً بسهولة للجميع، دون الحاجة إلى وصفات طبية أو مكملات صناعية.
وتُعد فاكهة الكيوي خيارًا غذائيًا ذكيًا، خاصة في وقت تُحذر فيه العديد من الدراسات من الآثار الجانبية للأدوية المنومة عند استخدامها على المدى الطويل.
ويوصي الباحثون بدمج الكيوي ضمن نظام غذائي متوازن لمن يبحث عن نوم مريح دون أعراض جانبية، خاصة إذا تم تناوله بشكل منتظم مساءً إلى جانب تقنيات الاسترخاء مثل القراءة أو التأمل.
ليست كل الحلول المعقدة تحمل الفعالية نفسها، فقد تكون الراحة التي تبحث عنها بين يديك، في فاكهة صغيرة ذات قشرة بنية خفيفة، لكنها تملك سرًا كبيرًا. الكيوي، كما تؤكد الدراسة، ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل حارس طبيعي لنومك، يساعدك على استعادة توازنك الجسدي والعقلي كل ليلة.