عاجل

أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوات بالمدارس حول موقف الإسلام من التعصب الرياضي

ندوة أوقاف الوادي
ندوة أوقاف الوادي الجديد

نظمت مديرية أوقاف الوادي الجديد، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، ندوة توعوية دينية بالمدرسة الثانوية الزراعية بموط التابعة لإدارة الداخلة التعليمية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تتبناها وزارة الأوقاف، وبرعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف ومتابعة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد.

وتأتي الندوة في سياق دور وزارة الأوقاف في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومعالجة السلوكيات السلبية، ونشر الفكر الوسطي المستنير، بما يسهم في حماية عقول الشباب من الانجراف وراء دعوات التعصب والفرقة والكراهية.

 عبادة وتهذيب للنفس

حاضر في الندوة الشيخ محمد محمود أحمد محمد، إمام المجمع الإسلامي بموط، حيث تناول في حديثه خطورة التعصب الرياضي، موضحًا رؤية الإسلام من خلال عدد من المحاور المهمة, مؤكدا أن الأخلاق الرياضية عبادة وتهذيب للنفس، موضحًا أن الإسلام ينظر إلى الرياضة باعتبارها وسيلة لتقوية الجسد وتهذيب السلوك، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، مبينًا أن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس عند الغضب، لا في الغلبة أو الانتصار.

وحذر من مخاطر الفتن والتحريش بين الناس، مشيرًا إلى أن التعصب الرياضي قد يفتح أبواب الشقاق والعداوة، وقد تتحول بسببه المنافسة الرياضية إلى قطيعة رحم أو نزاعات اجتماعية تهدد تماسك المجتمع، مستدلًا بقول النبي ﷺ: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم».

وتناول فقه الأولويات وضوابط الترويح، موضحًا أن مشاهدة المباريات أمر مباح، لكنه لا يجوز أن يطغى على أداء الفرائض، مؤكدًا أن الصلاة حق لله لا يجوز تأخيرها من أجل الترفيه، وأن المؤمن الحق ينظم وقته بما يحقق التوازن بين الواجبات والمباحات.

وشدد المحاضر على أهمية حفظ اللسان ومسؤولية الكلمة، مؤكدًا أن ما يُكتب أو يُقال تحت مسمى التشجيع من سب وسخرية وتنابز بالألقاب يتنافى مع كمال الإيمان، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء».

واختتم حديثه بالتأكيد على أن تعزيز قيم المواطنة والسلم المجتمعي مقدَّم على أي انتماء رياضي، وأن الالتزام بالروح الرياضية يعكس ثقافة التسامح وقبول الآخر، ويعد صمام أمان لحماية النسيج الوطني.

وعقب انتهاء المحاضرة، فُتح باب الحوار مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وشهدت المناقشات تفاعلًا ملحوظًا، حيث طُرحت عدة تساؤلات حول قضايا مرتبطة بالتعصب الرياضي.

وأكد المحاضر في إجاباته أن السخرية والتحفيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي محرمان شرعًا، لكونهما من صور السخرية واللمز المنهي عنهما في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ}.
كما شدد على عدم جواز ترك الصلاة أو تأخيرها لمتابعة المباريات، موضحًا أن المباح لا يُقدَّم على الفريضة, مبينا أن الوقاية من التعصب تكون بإدراك طبيعة الرياضة القائمة على المكسب والخسارة، والابتعاد عن مجالس اللغو، والعمل بقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ}, لافتا إلى أن للطالب دورا محوريًا في نشر الروح الرياضية، من خلال القدوة الحسنة، وتقبل الخسارة، ومنع التنابز بالألقاب بين زملائه.

وفي ختام الندوة، أعرب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن تقديرهم لوزارة الأوقاف على هذه المبادرات الهادفة التي تلامس واقعهم وتسهم في تصحيح المفاهيم، مثمنين جهود مديرية أوقاف الوادي الجديد في اختيار الموضوعات التي تهم الشباب، ومطالبين بتكثيف هذه الندوات وتعميمها على مختلف المؤسسات التعليمية.

ومن جانبه  أشاد الشيخ رمضان يوسف صالح بالتفاعل الإيجابي الذي شهدته الندوة، مؤكدًا استمرار المديرية في تنفيذ وتوسيع نطاق هذه الفعاليات، وأن بناء الإنسان وحماية وعي النشء يأتيان في صدارة أولويات العمل الدعوي، تنفيذًا لتوجيهات وزير الأوقاف بالتواجد الميداني الفعال، ونشر الفكر الوسطي، ومواجهة الانحرافات السلوكية، بما يسهم في ترسيخ قيم الاعتدال والوعي الصحيح بين شباب الوادي الجديد.

تم نسخ الرابط