عاجل

الأزهر يشدد على دور العربية في الحفاظ على الهوية والارتباط بالقرآن الكريم

كلية الدراسات الإسلامية
كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدمياط

في إطار رسالة جامعة الأزهر الشريف العلمية والحضارية في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها بوصفها وعاء الهوية ولسان القرآن الكريم، شهدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدمياط، أمس الثلاثاء 16 ديسمبر، احتفالًا رسميًا باليوم العالمي للغة العربية، برعاية فضيلة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور رمضان عبد الله الصاوي نائب رئيس الجامعة للوجه البحري.

وانطلقت الفعاليات بحضور الدكتور محمد حسني الجمل، عميد الكلية، حيث افتُتح الحفل بتلاوة قرآنية عطرة من الطالب محمد عبده، أعقبها ترحيب العميد بالسادة الحضور، وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ محمد حامد مدير التعليم الثانوي بدمياط، وفضيلة الشيخ أحمد المصري مدير عام إدارة كفر سعد، والمستشار أحمد راشد.

وتوالت الكلمات العلمية التي تناولت جمال العربية وخصائصها؛ إذ أكد فضيلة الدكتور محمد إبراهيم شادي، أستاذ البلاغة والنقد المتفرغ بالكلية، أن الأمم المتحدة كرّمت اللغة العربية منذ خمسين عامًا، غير أن تكريم الله لها كان قبل أكثر من 1450 عامًا حين أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، مستشهدًا بقوله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
وأوضح أن هذا التشريف يستلزم مسؤولية علمية وحضارية تجاه اللغة تحدثًا وتعليمًا واعتزازًا وانتماءً.

اللغة معجزة ميز الله بها الإنسان وليست مجرد وسيلة تواصل

وفي كلمته، أشار فضيلة الدكتور محمد حامد شريف، أستاذ الأدب والنقد والعميد الأسبق، إلى أن اللغة معجزة ميز الله بها الإنسان، وليست مجرد وسيلة تواصل، بل وعاء لرسالة خالدة ارتبطت بحفظ القرآن الكريم، مؤكدًا أن العربية “حية لن تموت، وإن ماتت كل اللغات”، منتقدًا ظواهر التغريب اللغوي مثل “الفرانكو آراب” والدعوة للعامية، ومؤكدًا أن الأمم لا تتقدم إلا بلغاتها.

وسلّط فضيلة الدكتور هشام الأزهري، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، الضوء على أثر العربية في القضايا العقدية والفرعية، مستعرضًا أمثلة لغوية في تفسير قوله تعالى:
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}،
مبينًا كيف تسهم دلالات الحروف والألفاظ في ترجيح مسائل عقدية وفقهية، بما يعكس الثراء الدلالي للعربية وصلاحية خطابها لكل عصر.

وشهد الحفل فقرة روحية قدمها الطالب محمد أسامة في الابتهالات الدينية، نالت إعجابًا كبيرًا من الحضور، قبل أن ينتقل الاحتفال إلى تكريم المتفوقين دراسيًا والفائزين في الأنشطة الطلابية، حيث قام فضيلة عميد الكلية وفضيلة الدكتور حسن أبو زهو وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، بتسليم جوائز تحفيزية من كتب وشهادات تقدير وجوائز مالية.

واختُتمت الفعاليات بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الطالب محمد ياسر، فيما أدار الحفل ببراعة الدكتور عصام الباز مدرس اللغويات

تم نسخ الرابط