نساء خالدات في الإسلام.. نسيبة بنت كعب الأنصارية
تعرف على نسيبة بنت كعب.. الصحابية الشجاعة وقاتلة مسيلمة الكذاب

عندما نبحث في صفحات التاريخ الإسلامي عن قصص البطولة والشجاعة، يبرز اسم نسيبة بنت كعب الأنصارية، المعروفة بـ "أم عمارة"، كواحدة من أبرز النساء اللواتي كتبن بأفعالهن ملحمة خالدة في نصرة الدين الإسلامي.
حيث جسدت نسيبة بنت كعب الأنصارية أسمى معاني التضحية، ولم تتوانَ عن تقديم حياتها دفاعًا عن الحق، لتصبح رمزًا خالدًا في ذاكرة الأمة.
من هي نسيبة بنت كعب؟
نسيبة بنت كعب بن عمرو تنتمي إلى بني مازن بن النجار، وهي قبيلة من الأنصار في المدينة المنورة.
تميزت نسيب بشجاعتها وإيمانها العميق، حيث كانت من أوائل النساء اللاتي شهدن بيعة العقبة الثانية، الحدث المفصلي في نصرة الإسلام، حيث لقبت بـ "أم عمارة" تقديرًا لدورها العظيم كأم ومجاهدة في سبيل الله.
نسيبة تظهر شجاعة نادرة في غزوة أحد
في غزوة أحد، حين اشتدت المعركة وتراجع بعض المسلمين عن القتال، أظهرت نسيبة شجاعة نادرة، حيث خرجت في البداية لتقديم الماء ومعالجة الجرحى، لكن عندما رأت الخطر يحيط بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمسكت بسيفها ووقفت تدافع عنه ببسالة.
يروي النبي صلى الله عليه وسلم عن موقفها: "ما التفتُّ يمينًا ولا شمالًا يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني."
خلال غزوة أحد، أصيبت نسيبة بجروح عميقة، من بينها إصابة خطيرة في كتفها، لكنها لم تتراجع عن الدفاع عن الإسلام.
مواقف نسيبة بنت كعب الأنصارية البطولية
كانت من أوائل النساء اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم، على الإيمان ونصرة الإسلام، في بيعة العقبة الثانية
وشاركت نسيبة في معركة حنين إلى جانب المسلمين، واستمرت في تقديم الدعم والمساندة بكل قوتها.
ويعد أعظم إنجازاتها كان قتالها في معركة اليمامة وقتلها مسيلمة الكذاب، رغم إصابتها بأكثر من عشرين جرحًا، أثبتت نسيبة أن المرأة المسلمة يمكن أن تكون رمزًا للتضحية والفداء.
نسيبة بنت كعب الأنصارية.. الأم والمربية
لم تقتصر أدوار نسيبة على القتال، بل كانت أيضًا أمًا ومربية، فقد زرعت في أبنائها حب الإسلام، حتى أصبحوا بدورهم من المدافعين عن الدين، كما أثبتت أن المرأة يمكن أن تكون قائدة في الميدان وداخل بيتها.
تكريم النبي لنسيبة بنت كعب الأنصارية
نال اسم نسيبة مكانة خاصة لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دعا لها ولأسرتها بالخير والبركة. قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة."