عاجل

نقيب الأشراف: «قضايا الواقع الإنساني» تعبير عن وعي مؤسسي بدور الفتوى

نقيب السادة الأشراف
نقيب السادة الأشراف

قال السيد  محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، إن مشاركته في الندوة الدولية الثانية لدار الإفتاء تحت عنوان  «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة» تنبع من قناعته بأهمية توحيد الجهود العلمية والدينية لمواجهة التحديات التي تؤثر في الوعي الإنساني، وما تفرضه من مسؤوليات متزايدة على عاتق المؤسسات الدينية في ترشيد الخطاب الديني وربطه بقضايا المجتمع وواقعه.

منصة علمية رصين

وأكد نقيب الأشراف أن ندوة دار الإفتاء أكدت أن الفتوى ليست اجتهادا نظريا معزولًا عن الحياة، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تسهم في صون كرامة الإنسان، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، والتصدي لفوضى الفتاوى والخطابات المتطرفة، مشيدًا بحالة التكامل والتنسيق بين المؤسسات الدينية المشاركة.

وعي عميق بالقضايا

وأوضح نقيب الأشراف  أن القضايا التي نوقشت خلال جلسات المؤتمر تعكس وعيًا عميقًا بطبيعة المرحلة الراهنة، لا سيما فيما يتعلق بالتحولات الرقمية، وحماية الهوية، وترسيخ القيم الأخلاقية، والتعامل الرشيد مع المستجدات الفكرية والتقنية، مؤكدًا أن هذا التوجه ينسجم مع مقاصد الشريعة القائمة على الرحمة والعدل وصيانة الإنسان.

وأشار نقيب السادة الأشراف إلى أن المؤتمر بعث برسالة واضحة تؤكد أهمية العمل المؤسسي والاجتهاد الجماعي في معالجة القضايا الكبرى، وفي مقدمتها القضايا الإنسانية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحًا أن الفتوى الرشيدة تُعد من أهم أدوات نصرة الحق، وكشف الزيف، وحماية المجتمعات من الوقوع في الفوضى أو التطرف.

وشدد نقيب الأشراف على أن مثل هذه الندوات  تسهم في بناء وعي ديني متوازن، وتدعم جهود الدولة في ترسيخ الاستقرار، داعيًا إلى استمرار هذا النوع من الحوار العلمي الجاد الذي يربط بين الثوابت الدينية ومتغيرات العصر، ويجعل من الفتوى وسيلة للبناء وخدمة الإنسان والمجتمع.

وأكد نقيب الأشراف أن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن معاناة الإنسان ولا تتجاهل تحولات العصر، بل تنطلق من فهم دقيق للسياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتوازن بين النص الشرعي ومقاصده العليا. 

وأوضح أن ترسيخ هذا الفهم يسهم في تحصين المجتمع من الانغلاق الفكري، ويعزز قيم التسامح والتعايش، ويواجه محاولات توظيف الدين لتحقيق أغراض ضيقة أو نشر خطاب الكراهية، مشددًا على أن الوعي المؤسسي والعمل المشترك بين العلماء والمفكرين يمثلان الضمانة الحقيقية لصياغة خطاب ديني مسؤول قادر على حماية الإنسان، وصون وعيه، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا للمجتمع.

تم نسخ الرابط