حكم تناول المخدرات بغرض العلاج وشروط استخدامها بشكل آمن.. الإفتاء توضح

يلجأ العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية أو آلام مزمنة إلى استخدام أدوية تحتوي على مواد مخدرة بهدف التخفيف من معاناتهم، وقد أوضحت دار الإفتاء حكم تناول الأدوية المخدرة بغرض العلاج، نستعرضها في التقرير التالي.
ما حكم تناول الأدوية المخدرة بغرض العلاج؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز تناول الأدوية المخدرة بغرض العلاج إلا بشروط محددة تضمن حماية المريض من أي أضرار أو مخاطر.
وأشارت إلى أن الأصل في المواد المخدرة هو التحريم لما تسببه من ضرر على العقل والجسد، لكن الضرورات الطبية قد تبيح استخدامها ضمن إطار ضوابط شرعية صارمة.
حاات يجوز فيها استخدام الأدوية المخدرة
أوضحت دار الإفتاء أن الحالة الوحيدة التي يجوز فيها تناول الأدوية المخدرة هي عند تعين العلاج بهذه المواد المخدرة، بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف طبي موثوق ومعتمد، ويشترط أن يكون استخدام الدواء المخدر بوصفة طبية صادرة عن طبيب مختص موثوق، لضمان عدم الإفراط أو إساءة الاستخدام.
كما شددت دار الإفتاء على ضرورة التزام المريض بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب وعدم تجاوزها بأي حال، لتجنب الإدمان أو التعود على هذه الأدوية المخدرة.
ضوابط استخدام الأدوية المخدرة
أصدرت دار الإفتاء مجموعة من الضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند استخدام الأدوية المخدرة لأغراض علاجية، حيث لا يُسمح باستخدام المواد المخدرة إلا إذا كان العلاج يعتمد عليها بشكل أساسي ولم تتوفر بدائل أخرى تحقق نفس النتيجة.
كما يجب أن يكون الهدف الأساسي من استخدام الأدوية المخدرة هو تخفيف الألم أو العلاج، دون أن يؤدي ذلك إلى أي أضرار جسدية أو نفسية على المدى الطويل، وبمجرد تحسن الحالة المرضية، يجب التوقف عن تناول الدواء المخدر تجنبًا لأي آثار جانبية.
موقف الشريعة من تناول المواد المخدرة بقصد العلاج
قالت دار الإفتاء إن الشريعة الإسلامية، تحرم استخدام المواد المخدرة في الأحوال الطبيعية، لما لها من تأثير سلبي على العقل والجسد، مستندة إلى قول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة: 90].
كما أكدت الأحاديث النبوية، على أهمية تجنب كل ما يضر بالصحة والعقل، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار.
حكم تناول الأدوية المخدرة بغرض العلاج
وختمت دار الإفتاء فتواها بأنه يجوز استخدام الأدوية المخدرة بغرض العلاج في الشريعة الإسلامية بشرط الضرورة الطبية، وتحت إشراف طبيب موثوق، مع الالتزام التام بالجرعات الموصوفة، للحفاظ على صحة الإنسان، امتثالًا لقوله تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" [البقرة: 195].