عاجل

مع الصحابة| حذيفة بن اليمان.. صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم

حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان

سلط الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر الضوء على سيرة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

من هو حذيفة بن اليمان؟

وقال لاشين: لما بزغت شمس الإسلام على جزيرة العرب كان اليمان أبو حُذَيْفَةَ أحد عشرة من بني عبس وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلنوا إسلامهم بين يديه وذلك قبل هجرته إلى المدينة ومن ثم كان حُذَيْفَةُ مكي الأصل مدنيا النشأة.

نشأ حُذَيْفَةُ ابن اليمان في بيت مسلم وتربى في كنف أبوين مسلمين فأسلم قبل أن تكتحل عيناه برسول الله صلى الله عليه وسلم ولما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة لازمه حُذَيْفَةُ ملازمة الظل لصاحبه والعين لأختها وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المواقع أي الغزوات كلها إلا غزوة بدر الكبرى وكان سبب تخلفه عن غزوة بدر أنه كان وأباه حُذَيْفَة خارج المدينة فأخذهما كفار قريش وسألاهما أين تقصدان ؟؟

فقالا: المدينة فقالوا إنكما تريدان محمدا فأبوا أن يطلقونا إلا بعد أن أخذوا علينا العهد أن لا ننصر محمدا عليهم وأن لا نقاتل معه ثم أطلقوا صراحنا ولما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما قطعاه من عهد لقريش فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم نفي بعهدهم ونستعين بالله عليهم .

قال سيدنا محمد رسول الله بشأن حُذَيْفَة ما حدثكم حُذَيْفَة فصدقوه فهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم لحُذَيْفَة بأنه لا يكذب أبدا .

وأيضا خيره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء اختار أن يكون من المهاجرين كان وإن شاء اختار أن يكون من الأنصار فله اختياره .

3 خصال لـ حذيفة بن اليمان

وتابع: ظهر للرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال لحُذَيْفَة كلها خير، ذكاء فذ يسعفه في حل المعضلات، سرعة الفهم لأول مرة سرعة البديهة يعني تستجيب له كل ما احتاجها ،وكتمان للسر فلا يخبر به أحدا ولو كان أباه.

وكانت سياسة الرسول عليه الصلاة والسلام تقوم على اكتشاف مزايا أصحابه والإفادة من طاقاتهم الكامنة وتوظيفها حتى يضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

لماذا دعي حذيفة بن اليمان بصاحب سر رسول الله؟

وكانت أكبر مشكلة تواجه المسلمين في المدينة هي وجود المنافقين والمنافق هو من يستبطن الكفر بقلبه ويظهر الإيمان بلسانه وكان أكثر المنافقين من يهود المدينة وأنصارهم وكانوا يحيكون للإسلام ولنبيه المكائد والدسائس وأفضى أي أسر النبي صلى الله عليه وسلم لحديفة بن اليمان بأسماء المنافقين وهو سر لم يطلع عليه أحدا من أصحابه وعاهد إليه برصد حركاتهم وتتبع نشاطهم ودرء خطرهم عن الإسلام والمسلمين، ومنذ ذلك الحين دعي حذيفة بن اليمان بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يحكي حذيفة عن نفسه موقفا ومهمة اختاره من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : كنا في تلك الليلة صافين قعودا وأبو سفيان ومن معه من مشركى مكة فوقنا وبنو قريظة من يهود المدينة أسفل منا نخافهم على نسائنا وذرارينا وكانت ليلة عصيبة مظلمة لا يكاد يرى أحدنا من ظلمتها إصبع، ذات ريح وعواصف مثل الصواعق فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمر بنا واحدا واحدا حتى أتى إلي فاقترب مني وأنا جالس على الأرض ،وقال من هذا فقلت حذيفة قال حذيفة فقلت نعم يا رسول الله فقال إنه كائن في القوم أي الأحزاب خبر فتسلل إلى عسكرهم وأتني بخبرهم فخرجت وأنا من أشد الناس فزعا وأكسرهم بردا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم احفظه من بين يديه من خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته.

فوالله ما تمت دعوة النبي عليه السلام حتى انتزع الله من جوفي كلما أودعه فيه من خوف، وأزال عن جسدي كلما أصابه من برد فلما وليت ناداني عليه الصلاة والسلام وقال يا حذيفة لا تحدثن في القوم شيئا حتى تأتيني فقلت نعم ومضيت أتسلل في جنح الظلام حتى دخلت في جند المشركين وصرت وكأني واحد منهم وقام بالمهمة خير قيام وسمع ابو سفيان وهو يأمر القوم بالرحيل بعد أن تخلت عنه بنو قريظة فرجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام فوجدته قائما يصلي فأخبرته الخبر فسر به سرورا شديدا وحمد الله وأثنى عليه .

واختتم: ظل حذيفة بن اليمان مؤتمنا على أسرار المنافقين مامتدت به الحياة وظل الخلفاء يرجعون إليه في أمرهم حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي صلاة الجنازة على من يصلي عليه حذيفة وكان لا يصلي على جنازة لم يصل عليها حذيفة وقد سأله ذات مرة أفي عمالي أحد من المنافقين فقال واحد فقال دلني عليه فقال لا أفعل قال حذيفة لكن عمر ما لبث أن عزله كأنما هداه الله إليه.

تم نسخ الرابط