حساسية الربيع: كيف تحمي نفسك من أعراضها المزعجة؟.. 6 نصائح فعالة

مع اقتراب فصل الربيع، تتجدد الأجواء الجميلة وتزدهر الطبيعة بألوانها الزاهية، لكن بالنسبة للكثيرين، يأتي هذا الفصل محملاً بتحديات صحية صعبة، أبرزها حساسية الربيع الناتجة عن ارتفاع نسبة حبوب اللقاح في الهواء.
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من أعراض الحساسية الموسمية، التي تتراوح بين العطس المتكرر، انسداد الأنف، السعال، والعيون الدامعة، إلى جانب الشعور بالإرهاق المستمر، وضباب الدماغ، والدوخة التي قد تؤثر على القدرة على التركيز وممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
تشير الدراسات إلى أن جهاز المناعة يتفاعل مع حبوب اللقاح على أنها مواد ضارة، مما يدفعه إلى إنتاج كميات كبيرة من مادة الهيستامين، التي تؤدي إلى أعراض الحساسية المزعجة.
نصائح لتفادي حساسية الربيع
ووفقًا للدكتورة ماريانا كاستيلز، اختصاصية الحساسية في مستشفى بريغهام والنساء بجامعة هارفارد، فإن تأثيرات الحساسية لا تقتصر على الجهاز التنفسي فحسب، بل يمكن أن تؤثر على جودة النوم، مسببةً الشعور بالإرهاق، الدوار، واضطرابات المزاج التي تجعل من الصعب التركيز خلال اليوم.
ولكن لا داعي للقلق، فهناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من تأثير حساسية الربيع والاستمتاع بهذا الفصل دون معاناة. فيما يلي ست نصائح فعالة يمكنك اتباعها لحماية نفسك من أعراض الحساسية والتخفيف منها.

1- إغلاق النوافذ
أحد أكثر الطرق فعالية للحد من تأثير حساسية الربيع هو تقليل تعرضك لحبوب اللقاح قدر الإمكان، نظرًا لأن هذه الجسيمات المجهرية تنتشر بكثافة في الهواء الطلق، فمن الأفضل إغلاق النوافذ سواء في المنزل أو السيارة، خاصة خلال فترات الذروة التي ترتفع فيها مستويات حبوب اللقاح، مثل الصباح الباكر وساعات بعد الظهر.
يوصي الخبراء أيضًا باستخدام أنظمة التهوية المفلترة أو أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل للمساعدة في تحسين جودة الهواء والحد من دخول المواد المثيرة للحساسية.
2- تجنب الخروج خلال أوقات الذروة
تصل مستويات حبوب اللقاح إلى أعلى مستوياتها خلال الصباح الباكر وبعد الظهر، لذا يُفضل تجنب الخروج خلال هذه الأوقات إن أمكن، إذا كنت مضطرًا للخروج، فمن الأفضل ارتداء ملابس واقية مثل الأقنعة الطبية لتقليل استنشاق هذه الجسيمات الصغيرة التي قد تسبب تهيج الجهاز التنفسي.
كما يُنصح بتتبع تقارير الطقس ومستويات حبوب اللقاح يوميًا، لتخطيط أنشطتك الخارجية في الأوقات التي تكون فيها نسبة حبوب اللقاح منخفضة.
3- تغيير الملابس والاستحمام فور العودة إلى المنزل
حبوب اللقاح ليست مرئية بالعين المجردة، لكنها تلتصق بسهولة بالملابس والشعر وحتى الجلد عند قضاء وقت في الهواء الطلق، لذلك، بمجرد دخولك إلى المنزل، يُفضل تغيير الملابس فورًا، وغسل الوجه والشعر، والاستحمام لإزالة أي آثار لحبوب اللقاح قد تكون عالقة بجسدك، هذه الخطوة تساعد في تقليل فرص انتشار الجسيمات المسببة للحساسية داخل المنزل، مما يسهم في تخفيف الأعراض.
4- استخدام أجهزة تنقية الهواء
يعد الاستثمار في أجهزة تنقية الهواء المزودة بفلاتر HEPA من أفضل الطرق لتنقية الجو داخل المنزل من الشوائب والملوثات، بما في ذلك حبوب اللقاح، الغبار، العفن، ووبر الحيوانات الأليفة.
تساعد هذه الأجهزة في التقليل من مستويات المواد المثيرة للحساسية، مما يجعل الهواء داخل المنزل أكثر نقاءً وصحةً للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية. يُنصح بوضع أجهزة التنقية في غرف النوم وأماكن الجلوس للحفاظ على بيئة داخلية نظيفة ومريحة.
5- النظارات الشمسية والقبعات
قد لا يدرك البعض أن العينين أيضًا معرضتان للحساسية، حيث يمكن أن تسبب حبوب اللقاح تهيجًا يؤدي إلى الحكة، الاحمرار، وزيادة إفراز الدموع. ولحماية العينين من التأثر، يوصي الأطباء بارتداء نظارات شمسية كبيرة الحجم، التي تعمل كحاجز ضد دخول الجسيمات المثيرة للحساسية، بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بارتداء قبعة واسعة الحواف لحماية فروة الرأس والشعر من تراكم حبوب اللقاح عليها، مما يقلل من احتمال نقلها إلى الوجه والعينين عند لمس الشعر.
6- الأدوية المضادة للحساسية
في بعض الحالات، قد تكون الأدوية المضادة للحساسية ضرورية لتخفيف الأعراض. تساعد مضادات الهيستامين في تقليل العطس، الحكة، وسيلان الأنف، بينما يمكن لمزيلات الاحتقان أن تخفف من انسداد الأنف، ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية أخرى، حيث قد تتفاعل بعض مضادات الحساسية مع أدوية معينة أو تسبب آثارًا جانبية مثل النعاس.
بالإضافة إلى النصائح الست السابقة، هناك بعض الخطوات الإضافية التي يمكن أن تساهم في الحد من تأثير حساسية الربيع، ومنها:
تنظيف المنزل بانتظام باستخدام ممسحة رطبة ومسح الأسطح لمنع تراكم الغبار وحبوب اللقاح.
غسل أغطية السرير والوسائد أسبوعيًا بالماء الساخن للتخلص من أي جزيئات مثيرة للحساسية.

شرب الكثير من الماء، حيث يساعد الترطيب الجيد في تقليل تأثيرات الحساسية على الجهاز التنفسي.
تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات الطازجة، التي تساعد في تقوية جهاز المناعة ضد الحساسية.
لا شك أن حساسية الربيع قد تكون مصدر إزعاج كبير للكثيرين، لكنها ليست عقبة لا يمكن التغلب عليها من خلال اتباع الإجراءات الوقائية الصحيحة، مثل الحد من التعرض لحبوب اللقاح، تحسين جودة الهواء داخل المنزل، والاستعانة بالنظارات الشمسية والأدوية عند الحاجة، يمكنك تقليل الأعراض إلى حد كبير والاستمتاع بهذا الفصل الجميل دون معاناة، تذكر دائمًا أن الوقاية هي أفضل وسيلة للحماية، لذا ابدأ اليوم في اتخاذ هذه الخطوات للحفاظ على صحتك وراحتك خلال موسم الربيع.