مساكن عثمان بحدائق أكتوبر.. مشروع «الأولى بالرعاية» بؤرة تهميش وعشوائية
على أطراف الحي السادس بمدينة حدائق أكتوبر، تعيش آلاف الأسر المصرية إلى جانب لاجئين من جنسيات مختلفة داخل مشروع «مساكن عثمان»، الذي أُنشئ في الأصل لإيواء الفئات الأولى بالرعاية، قبل أن يتحول بمرور السنوات إلى منطقة تعاني من تدهور عمراني وأمني وخدمي حاد، يهدد السلم المجتمعي ويكشف عن غياب المتابعة الجادة من الجهات المختصة.
المنطقة التي نفذت ضمن المشروع القومي للإسكان عام 2005، لتوفير وحدات سكنية بمساحة 42 مترا لمحدودي الدخل، شهدت تحولات خطيرة بعد أن أصبحت ملاذا لشرائح مهمشة تعاني الفقر والبطالة، في ظل نقص الخدمات الأساسية، وغياب الرقابة، وتراكم المخالفات.

من إسكان اجتماعي إلى منطقة طاردة
مشروع «الأولى بالرعاية» أُسند تنفيذه لشركة المقاولون العرب، وهو ما دفع السكان لإطلاق اسم «مساكن عثمان» عليه، غير أن المشروع فقد هويته الاجتماعية بعد أحداث انهيار صخرة الدويقة عام 2008، حيث تم نقل مئات الأسر من المناطق غير الآمنة بالقاهرة إلى مساكن أكتوبر، دون إعداد بيئة عمرانية أو اجتماعية متكاملة قادرة على الاستيعاب.

تراكم مخالفات وغياب رقابة
ومع مرور الوقت، تحولت أجزاء كبيرة من مساكن عثمان إلى بؤر للعشوائية، بعد قيام بعض السكان بتغيير استخدام الوحدات السكنية الأرضية إلى محال تجارية عشوائية، وانتشار أنشطة غير رسمية لتجارة وفرز المخلفات، في ظل ما وصفه الأهالي بـ«الإهمال المزمن» من جهاز مدينة حدائق أكتوبر.
مخاوف أمنية واجتماعية
ويؤكد سكان بالمنطقة أن مساكن عثمان باتت ترتبط في الأذهان بانتشار الجريمة وتجارة المخدرات، إلى جانب مشكلات اجتماعية معقدة ناتجة عن التكدس السكاني، وغياب الخدمات، وارتفاع معدلات الفقر، ما خلق حالة من الاحتقان بين السكان المصريين واللاجئين، تنذر بتداعيات خطيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

مطالب بتدخل عاجل
وطالب الأهالي بسرعة تدخل وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية لإعادة تخطيط المنطقة، وتشديد الرقابة، وإزالة المخالفات، وتوفير خدمات أمنية واجتماعية حقيقية، مؤكدين أن استمرار تجاهل الأزمة يهدد بتحول مساكن عثمان إلى نسخة جديدة من المناطق العشوائية التي سعت الدولة للقضاء عليها.
كما وجه السكان رسالة مباشرة إلى المسئولين ومرشحي مجلس النواب، بضرورة النزول إلى المنطقة ميدانيا، والاستماع لمشكلات الأهالي على أرض الواقع، بدل الاكتفاء بالزيارات الدعائية، مؤكدين أن «مساكن عثمان تحتاج إلى إدارة حقيقية قبل أن تخرج عن السيطرة».