عاجل

خبير سياسي.. تخفيض الرسوم الجمركية الملف الأهم في مباحثات ترامب ونتنياهو

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

توقّع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تحمل المباحثات الجارية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبعادًا اقتصادية أكثر منها سياسية، في ظل تركيز الطرفين على مراجعة الرسوم الجمركية المفروضة على تل أبيب.

وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، أوضح فهمي أن "ملف الرسوم الجمركية سيكون العنوان الأبرز في مباحثات الليلة، رغم احتمال طرح ملف غزة من خلال بعض النقاط التي قد يعرضها مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط".

غزة في خلفية المشهد 

على الرغم من أن الأجواء الإقليمية مشحونة بفعل التصعيد في قطاع غزة، شدد فهمي على أن هذا الملف لن يكون في صدارة المباحثات، بل سيتم طرحه من منظور أمني أمريكي، يركز على وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار، دون الخوض العميق في الحلول السياسية الجذرية.

وقال فهمي: "من المتوقع أن يعرض المبعوث الأمريكي بعض النقاط المرتبطة بملف غزة، لكنها لن تحظى بالأولوية المطلقة، بل ستكون جزءًا من مناقشة أوسع تتعلق بطبيعة العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل أبيب، ومراجعة أسس التحالف الاستراتيجي بين الطرفين".

صفقة سلاح ومراجعة جمركية

وأشار الخبير السياسي إلى أن الملف الثنائي بين البلدين سيكون حاضرًا بقوة، خاصة فيما يتعلق بصفقة سلاح ضخمة قيد الدراسة، إلى جانب تعديل الرسوم الجمركية المفروضة حاليًا على إسرائيل، والتي تُقدر بنسبة 17%، مع وجود مقترحات بخفضها إلى نحو 10%، في محاولة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على الجانب الإسرائيلي.

وأكد فهمي أن "هذه النقطة التفاوضية تعتبر أولوية قصوى لنتنياهو، خصوصًا في ظل الأوضاع الداخلية غير المستقرة التي يواجهها، وتداعيات الملفات القضائية العالقة ضده".

نتنياهو في واشنطن 

تطرق الدكتور طارق فهمي إلى الخلفيات التي أحاطت بسفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة، موضحًا أنه كان من المفترض أن يخضع لجلسة محاكمة يوم الثلاثاء، إلا أنها تأجلت إلى الأربعاء، ما أتاح له التوجه إلى واشنطن رغم التحفظات.

وأضاف أن "نتنياهو لم يكن يرغب في مغادرة تل أبيب في هذا التوقيت الحرج، خاصة مع اقتراب انتهاء الأعياد اليهودية، لكن تم استدعاؤه – كما وصفته الصحافة الإسرائيلية – بسبب حساسية الملفات المطروحة، خصوصًا في ظل تنامي الضغوط على الجانبين الأمريكي والإسرائيلي لإيجاد حلول عملية للتوترات في المنطقة".

تحالف استراتيجي جديد؟

ومن أبرز النقاط التي ستناقش خلال اللقاء، وفقًا لفهمي، هو "نمط التحالف الاستراتيجي" الجديد الذي تطلبه الولايات المتحدة من إسرائيل، والذي قد يشمل أطرًا دفاعية وعسكرية موسعة، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن هذا التحالف لا يرتبط فقط بملف غزة، بل يلامس مستقبل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية بشكل عام، وقد يتطلب تعديلات جوهرية في السياسات القائمة، لتواكب الأهداف الجديدة التي تسعى واشنطن إلى ترسيخها في المنطقة.

لقاء بنكهة الاقتصاد 

يضع الدكتور طارق فهمي هذا اللقاء في سياق تحوّل كبير في أولويات واشنطن، حيث بات الاقتصاد والحسابات الاستراتيجية تتقدم على الخطابات السياسية التقليدية، أما غزة فرغم أنها لن تغيب عن طاولة المفاوضات، فإن حضورها سيكون محدودًا، بانتظار تحولات أكبر تفرضها التوازنات الجديدة في الإقليم.

تم نسخ الرابط