مسئول أردني: مصر والأردن ركيزتان في معادلة السلام.. وفرنسا شريك أوروبي (فيديو)

أكد الدكتور مهند مبيضين، وزير الاتصال الأردني السابق، والمتحدث باسم الحكومة الأردنية سابقًا، أن اللقاء الثلاثي الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة، يحمل دلالات سياسية عميقة تؤكد مركزية الدورين المصري والأردني في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأوضح أن اللقاء جاء ترجمة للدعم الأوروبي، وتحديدًا الفرنسي، للرؤية التي تتبناها كل من مصر والأردن بشأن السلام، والمبنية على أساس حل الدولتين، ورفض أي محاولات للتهجير أو الضم، ما يعكس توافقًا دوليًا متناميًا حول ضرورة العودة إلى المسار السياسي لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، شدد مبيضين على أن هذا الاجتماع يعكس جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا بذلته مصر والأردن في الآونة الأخيرة لإعادة تسليط الضوء عالميًا على القضية الفلسطينية.
وقال: "هذه القضية ليست قضية أمن لإسرائيل فقط، بل هي قضية أمن إقليمي ودولي، ولن يُكتب للمنطقة استقرار حقيقي إلا من خلال العودة إلى مسار السلام، عبر حل الدولتين الذي تدافع عنه القاهرة وعمّان تاريخيًا".
فرنسا بين التاريخ
وعن الدور الفرنسي المحتمل، رأى مبيضين أن فرنسا لا تزال تحتفظ بثقل سياسي وأخلاقي يمكن توظيفه في الملف الفلسطيني، رغم أن الولايات المتحدة تبقى اللاعب الأكبر.
وأكد أن "الدور الأوروبي لا يمكن تجاهله، خاصة أن أوروبا كانت شريكًا أصيلًا منذ انطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد، ولا تزال تملك مرجعية سياسية وتأثيرًا دبلوماسيًا ملحوظًا، بل وأحيانًا تكون أكثر فهمًا لطبيعة الشرق الأوسط من واشنطن نفسها".
الشرق الأوسط في أجندة ترامب
ولفت مبيضين إلى أن مقاربة ترامب لملفات الشرق الأوسط، ومنها القضية الفلسطينية، كانت ذات طابع اقتصادي بالأساس، كما تجلى في مشروعات مثل "ريفيرا غزة"، التي حاول من خلالها تقديم حلول اقتصادية لتسوية سياسية معقدة.
وأضاف: "رؤية ترامب تقوم على فكرة وجود قوة عظمى واحدة، وهي أمريكا، في مقابل دول كبرى أخرى، وهذا المنطق أثار حفيظة شركاء سابقين، ما دفع بعضهم للبحث عن توازنات جديدة خارج المظلة الأمريكية".

فرصة لشراكات جديدة
واختتم مبيضين تصريحاته بالتأكيد على أن التحولات الاقتصادية العالمية الحالية قد تمثل فرصة للدول المتضررة من السياسات الأمريكية، لبناء تحالفات استراتيجية جديدة شرقًا.
وقال: "بإمكان هذه الدول توسيع شراكاتها مع الصين وروسيا والمجموعة الأوروبية، بما يعزز من فرص إعادة تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، بعيدًا عن الاحتكار الأمريكي للقرار الاقتصادي والسياسي العالمي، وهو ما يجب أن يُستثمر بحكمة في المرحلة المقبلة".