عاجل

إعلام عبري: نتنياهو سيضع 3 خطوطا حمراء أثناء لقاءه مع ترامب

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

كشفت صحيفة معاريف العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيتوجه إلى لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية الشهر الجاري وبالتحديد يوم 29 ديسمبر، وهو يحمل ثلاث نقاط يعتبرها خطوطًا حمراء، لكن من دون أي ضمان بأن الإدارة الأمريكية ستأخذ بها.

وقالت صحيفة "معاريف" إن اللقاء المزمع عقده في مارالاغو، مقر إقامة ترامب في فلوريدا، سيحمل طابعًا حاسمًا، حيث قد يحدد ما إذا كانت إسرائيل ستواصل رسم ملامح سياستها تجاه غزة بنفسها، أم ستتحول إلى لاعب ثانوي ضمن ترتيبات دولية.

نتنياهو يترقب لقاء ترامب بحذر شديد

وأضافت الصحيفة العبرية أن نتنياهو يترقب الاجتماع بحذر شديد، وسط شعور متزايد داخل إسرائيل بأن هذه المرة لن يكون في انتظاره استقبال دافئ أو صور أمام حدائق فخمة، وإنما قائمة طويلة من المطالب الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، سيوجه ترامب لنتنياهو سؤالًا مباشرًا وبلهجة تجمع بين اللطف والحزم: "هل أنت موافق، أم أنك العقبة؟" في إشارة إلى المخاوف المتنامية داخل الدائرة المقربة من نتنياهو من أن يعامله ترامب على طريقة تعامله مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو ليس عبر التخلي عنه، وإنما بوضعه في موقع من يعرقل "السلام الكبير" في غزة إذا تشبث بشروطه.

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

لقاء ترامب ونتنياهو

وسيتم عقد اللقاء بين الطرفين في 29 ديسمبر، حيث ينص جدول الأعمال الرسمي على بحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة، والتي تتضمن إنشاء قوة دولية متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حركة حماس، وتحسين الأوضاع الإنسانية والمدنية.

لكن عمليًا سيحدد هذا اللقاء ما إذا كانت إسرائيل ما تزال تمسك بزمام سياستها تجاه غزة، أم باتت واحدة من عدة أطراف تشارك في عملية تُدار من الدوحة وأنقرة وواشنطن.

وتشير الصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلي يرتبط بتحول في الموقف الأمريكي خلال الشهرين الأخيرين بشأن قضيتين مركزيتين وهو الدور التركي داخل قوة الاستقرار الدولية، وكيفية تنفيذ العمليات ضد حركة حماس، حيث بات الموقف الأمريكي يبتعد عن الطرح الإسرائيلي.

ترانب ونتنياهو
ترانب ونتنياهو

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما اعتمد مجلس الأمن خطة ترامب في نوفمبر الماضي كان الانطباع السائد في إسرائيل أن لديها حقًا فعليًا في منع دخول أي طرف غير مرغوب فيه ضمن القوة الدولية، وعلى رأسهم تركيا.

 لكن الأمور تغيرت الآن فالمسؤول الأمريكي البارز توم باراك بات يلمح علنًا إلى أن وجود تركيا ضروري، بالنظر إلى قدراتها العسكرية وصلاتها داخل غزة، أي أن ما تعتبره إسرائيل تهديدًا، تنظر إليه واشنطن اليوم باعتباره ميزة.،ولم يعد الأمر مجرد تفصيل تكتيكي، بل تحول إلى تغيير في المبدأ نفسه وهو من اعتبار تركيا خطًا أحمر إلى التعامل معها كشريك ممكن في مرحلة اليوم التالي.

وتسحب الصحيفة هذا المنطق كذلك على قضية نزع سلاح حماس، فنتنياهو يؤكد دومًا، في العلن وفي السر، أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من أي خطة يجب أن يبدأ حصريًا بعد تفكيك البنية العسكرية للحركة بالكامل، وأن إعادة الإعمار أو أي خطوات مدنية مشروطة بتسليم السلاح أو نزعه بالقوة.

لكن الرؤية الأمريكية المحدّثة لا تعتبر نزع السلاح شرطًا مسبقًا، بل جزءًا من عملية تمتد مع الوقت. فالمندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والز، شدد خلال زيارته لإسرائيل على ضرورة إنهاء حكم حماس، لكنه تحدث في الوقت نفسه عن إقامة سلطة مدنية وقوة استقرار والشروع بإعادة الإعمار.

وفي الوقت ذاته تقول الصحيفة أن الضغط على إسرائيل يتزايد للمضي نحو المراحل التالية من الخطة، حتى دون جدول زمني واضح لإنهاء القدرات العسكرية لحماس. وهنا تدخل قطر على الخط، فهي تدفع باتجاه الانتقال إلى المرحلة الثانية، مستفيدة من دورها الإقليمي ومن تأثيرها على الرئيس ترامب.

ترامب وغزة
ترامب وغزة

أما تركيا، فتهدف إلى ترسيخ مكانتها كوسيط قادر على التواصل مع جميع الأطراف: واشنطن، وحماس، والقاهرة. وهذا  يجعلها مرشحة طبيعية لأن يكون لها دور داخل غزة، وهو أمر يلقى آذانًا صاغية لدى ترامب.

وتضيف الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تعمل على إنشاء آليات تخوّلها المضي قدمًا حتى لو لم توافق إسرائيل بالكامل، مثل تعيين جنرال أمريكي برتبة لواء لقيادة القوة الدولية، وتشكيل "مجلس سلام" تحت إشراف ترامب لإدارة الأموال والمشاريع وعمليات الإشراف.

وترى الصحيفة أن هذه الخطوات تمنح واشنطن سيطرة شبه كاملة على مسار إعادة الإعمار من دون أن تنشر جنديًا واحدًا على الأرض، ليصبح السؤال المطروح على نتنياهو في ميامي: هل ستنضم إسرائيل طواعية، أم تصنف كجهة تعرقل التقدم؟

ما هي 3 خطوط حمراء لنتنياهو؟

وتذهب الصحيفة إلى أن نتنياهو سيخوض الاجتماع متمسكًا بثلاثة خطوط حمراء واضحة:

  • استبعاد تركيا من قوة الاستقرار.
  • عدم البدء بالإعمار قبل نزع سلاح حماس.
  • تجنب أي انسحاب قد يسمح للحركة بإعادة بناء قدراتها.

لكن في المقابل، يتطلع ترامب إلى مغادرة اللقاء بنتائج ملموسة هي جداول زمنية واضحة، قائمة بالدول المشاركة بما فيها تركيا إذا أمكن وصيغة أكثر مرونة لنزع السلاح، بحيث يكون هدفًا مطلوبًا لكنه لا يعرقل التقدم، لكن الفجوة بين الطرفين تتسع باستمرار.

وفي هذا السياق، فإن ما يشار إليه في إسرائيل بتعبير "صنع بيبي زيلينسكي" لا يعني تحويل نتنياهو إلى ضحية، بل وضعه أمام خيار صعب أن كل رفض منه سيصور على أنه عقبة غير مسئولة، وكل تحفظ مبدئي سيبدو وكأنه تأخير لاتفاق تاريخي.

تم نسخ الرابط