البابا تواضروس: الإعلام القبطي رسالة لبناء الإنسان وترسيخ الوعي والمسؤولية
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الدورة الثالثة ليوم الصحافة والإعلام القبطي، مؤكّدًا أن هذا اليوم الذي تأسس قبل ثلاث سنوات ، أصبح مساحة سنوية للاحتفاء بالعطاء الصحفي والإعلامي المسؤول، وفرصة لتقدير الجهود التي تُبذل من أجل نشر الحقيقة وصون الوعي والإسهام في بناء الإنسان.
البيت المسيحي محور الاحتفال هذا العام
وأشار قداسة البابا إلى أهمية تخصيص هذا العام للحديث عن البيت المسيحي والأسرة المسيحية، باعتبارها النواة الأساسية للكنيسة والمجتمع، ومصدرًا لتربية الأجيال وغرس القيم التي تقوم عليها الحياة الروحية والاجتماعية.
تحية وتقدير للعاملين في الإعلام
ووجّه البابا تواضروس شكره وتقديره لجميع العاملين في الصحافة والإعلام، داخل الكنيسة وخارجها، من كُتّاب ومحررين ومراسلين ومصورين ومقدّمين، وكل من يحمل الكلمة والمسؤولية معًا.
وأكد أن الإعلام لم يعد مجرد مهنة أو أدوات تقنية تتطور يوميًا، بل أصبح رسالة مؤثرة في الوجدان، ومكوّنًا أساسيًا في تشكيل الفكر والعقل وبناء المجتمع.
الإعلام القبطي.. صورة تعكس نور الكنيسة
وأوضح قداسته أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عبر تاريخها الطويل، حرصت على أن تكون منارة نور ومحبة وسلام، وعلى هذا الأساس يجب أن تعكس الصحافة والإعلام القبطي هذه الصورة من خلال لغة تحمل الحق، وأسلوب يتسم بالاحترام، وهدف يستند إلى المحبة.
وشدد على أن الكلمة – منطوقة كانت أو مكتوبة – ينبغي أن تحمل "رائحة المسيح الذكية"، وأن تُقدَّم الحقيقة بروح الحكمة والتمييز.
مسؤولية مضاعفة في عصر سرعة المعلومات
وتحدّث البابا عن التحديات التي يفرضها عصر تدفق المعلومات وسرعة انتشارها، مؤكدًا أن ذلك يضع على الصحفيين والإعلاميين مسؤولية أكبر في التحقق قبل النشر، والتثبت قبل التحليل، واختيار ما يبني ولا يهدم.
دعوة لإعلام رشيد يدعم الدولة ويحفظ وحدتها
وفي ختام كلمته، دعا قداسة البابا إلى أن يظل الإعلام القبطي نموذجًا للرصانة والتوازن، يشجع على الحوار البنّاء، ويقف داعمًا للدولة المصرية في جهودها لبناء الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على روح الوحدة الوطنية التي تجمع المصريين جميعًا.