السودان تحث على اتخاذ إجراءات عالمية تتجاوز مجرد الكلام على جرائم الدعم السريع
اتهمت السودان قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" وطالبت بالمساءلة الدولية بما يتجاوز مجرد بيانات القلق.
وقال الوزير المفوض فيصل عبد العظيم سالم محمد، في اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم الدولي لإحياء ذكرى وكرامة ضحايا جريمة الإبادة الجماعية: "إن السودان يخاطب هذه الجمعية في وقت تعاني فيه البلاد من مأساة وطنية عميقة وقلق دولي عميق".

السودان تحث على اتخاذ إجراءات عالمية تتجاوز مجرد الكلام على جرائم الدعم السريع
وقال إن المدنيين في الفاشر وأماكن أخرى تعرضوا لعمليات قتل جماعي وعنف جنسي وتهجير قسري وتدمير متعمد للأدلة، وأضاف أن "هذه الأفعال، من حيث نطاقها ونيتها، تتوافق مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية".
وأردف: “إن هذه الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا قوات الدعم السريع ليست خفية. إنها موثقة. إنها علنية. وهي تتطلب أكثر من مجرد التعبير عن القلق. إنها تتطلب المساءلة”، وحثت السودان المجتمع الدولي على ترجمة الإدانة إلى "إجراءات ملموسة وقانونية وحاسمة لحماية المدنيين".
ودعا محمد إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف تدفق الأسلحة والدعم العسكري لقوات الدعم السريع من خلال القنوات الإقليمية والدولية، وفرض عقوبات مستهدفة على أولئك الذين ينظمون أو يمولون الفظائع، وحرمان الأفراد الذين يمجدون العنف من الملاذ الآمن، وزيادة التعاون الدولي لضمان عدم وصول الأسلحة المصدرة إلى الجماعات المسلحة غير الحكومية.
وقال: "إن الإبادة الجماعية ليست مجرد جريمة ضد ضحاياها، بل هي اختبار للنظام الدولي نفسه".
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات وأفراد تساند الدعم السريع في السودان
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، عقوبات على 4 كيانات و4 أفراد كولومبيين، متهمة إياهم بالانخراط في تجنيد عسكريين كولومبيين سابقين وأطفال للقتال ضمن صفوف ميليشات الدعم السريع في صراعها ضد الجيش السوداني.
وجاءت هذه الخطوة في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في السودان، حيث تستمر الحرب بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023، إثر خلافات حول عملية توحيد المؤسسة العسكرية، وهو ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.

الخزانة الأمريكية: الدعم السريع تتعمد استهداف المدنيين
وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) فرض العقوبات على الأفراد والكيانات الثمانية لدورهم في إذكاء الصراع السوداني، دون الكشف عن الأسماء أو تفاصيل الإجراءات العقابية.
وذكر البيان أن شبكة عابرة للحدود، تضم مواطنين وشركات كولومبية، تقوم بتجنيد مقاتلين سابقين من الجيش الكولومبي وتدريب جنود أطفال للقتال إلى جانب الدعم السريع.
كما شدد البيان على أن الدعم السريع ومليشياتها المتحالفة استهدفت المدنيين بشكل متكرر منذ اندلاع الصراع، بما في ذلك قتل الرجال والفتيان والرضع بشكل ممنهج، وارتكاب الاغتصاب والعنف الجنسي بحق النساء والفتيات.
واشنطن: الدعم السريع تمنع وصول المساعدات للمدنيين
وأضاف البيان أن هذه القوات منعت المدنيين من الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، واستمرت في ارتكاب الفظائع، وكان آخرها في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، التي سيطرت عليها الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025 بعد حصار استمر 18 شهرًا، حيث تبعت السيطرة عمليات قتل جماعي وتعذيب ذي طابع عرقي وعنف جنسي.
وأشار البيان إلى أنه منذ سبتمبر 2024، سافر مئات العسكريين الكولومبيين السابقين إلى السودان للقتال بجانب الدعم السريع، مقدمين خبرات قتالية وفنية، ويعملون كمشاة ومدفعيين وطياري مسيرات وسائقين ومدربين، بل إن بعضهم شارك في تدريب الأطفال على القتال.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت في 3 ديسمبر 2024 تلقيها اعتذارًا من كولومبيا على مشاركة عدد من مواطنيها في القتال إلى جانب الدعم السريع.
وفي نوفمبر 2025، كان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على كامل ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء في شمال دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يحتفظ كذلك بالسيطرة على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.



