ليست القطع الأثرية فقط.. أطباق على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
من المعروف أن رسالة اليونسكو تتمثل في إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة، وبفضلها أيضًا فإن بعضا من الأطعمة التراثية ستظل محفورة في التاريخ والذاكرة؛ بعدما عمدت لإدراجها ضمن قائمتها السنوية.
أطعمة تراثية على القائمة الثقافية لليونسكو
تحفل القائمة السنوية لليونسكو بالعديد من أشكال التراث الثقافية للدول المختلفة، وهي تشهد تحديثأ سنويًا، ومن الأطعمة والمشروبات التي أدرجتها اليونسكو لتكون تراثية:
صلصة الهريسة التونسية
يرتبط هذا الطبق، وهو صلصة حارة، ارتباطا وثيقا بمنطقة المغرب العربي (تونس والمغرب والجزائر وليبيا).
والهريسة معجون من الفلفل الحار الذي يستخدم على نطاق واسع في تونس والكثير من الدول في تحضير وتتبيل الطعام والوجبات المختلفة واليوم، تعد الصلصة جزءا مهما من تقاليد الطهي بالدول الواقعة شمال أفريقيا، حيث يجفف الفلفل الحار في الشمس، ثم يقطع ويزال ساقه وبذوره.

وبعدها يغسل ويطحن ويتبل بالملح والثوم والكزبرة، قبل أن تتحول المكونات إلى عجينة باستخدام مدقة الهون الحجرية أو الرحى التقليدية.
القهوة "الخولاني" بالسعودية
كانت قبائل الخولاني بشبه الجزيرة العربية تزرع حبوب البن لأكثر من 300 عام، وقد نقلت هذه المهارات والتقنيات إلى الأجيال اللاحقة، مما دفع اليونسكو لإضافتها عام 2022 إلى قائمتها التمثيلية للتراث غير المادي.
وتقول المنظمة الدولية إن ممارسات مثل زراعة حبوب البن الخولاني، ومعالجته في السعودية، تشجع على "التماسك الاجتماعي وتوفر إحساساً بالهوية المشتركة".

وكانت البذور تُزرع في أكياس شبكية مملوءة بالتربة الزراعية، ثم تخزن بمنطقة مظللة لمدة تناهز 4 أشهر، بعد ذلك تنقل إلى مصاطب زراعية تحافظ على الماء والتربة، لتنمو الثمار لمدة تتراوح بين سنتين و3 سنوات.
بعد الرحلة الطويلة، يتم حصاد ثمار البن يدويا ويوضع في الشمس حتى يجف، قبل أن تأتي مرحلة التجميع والتقشير.
الكسكس المغربي وجبة المناسبات السعيدة
من بين المكونات والأطعمة العربية المضافة إلى قائمة الأمم المتحدة للتراث الثقافي غير المادي بالعالم، تأتي وجبة الكسكس، وهو الطبق الأمازيغي المحبوب في منطقة المغرب العربي، وحتى شمال أفريقيا وخارجها.
الأكلة التي يتم طهيها واستهلاكها بشكل كبير في المناسبات والعزائم العائلية المختلفة بالجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، اعتبرتها اليونسكو إرثا ثقافيا بسبب استهلاكها، الذي عادة ما يرتبط بـ "المحيط العائلي الحميم، وبسبب الدور الذي تلعبه في المناسبات المجتمعية البهيجة التي يتم فيها مشاركة الطعام".
ففي جميع أنحاء المنطقة يعتبر الكسكس المعروف أيضا باسم ساكسو وكسكسي صحنا أساسيا مثل الأرز أو المعكرونة أو الخبز، فبدونه لا تكتمل الوجبة.

المنسف الأردني
يحمل هذا الطبق المؤلف من اللحم والأرز والخبز العديد من المعاني الإجتماعية والثقافية؛ وهو مأدبة إحتفالية يتم فيها مناقشة كافة الإهتمامات المشتركة وسرد القصص والغناء أثناء إعداده، كما يحتل مكان الصدارة في المناسبات المختلفة مثل الأعياد والأعراس وغيرها.

