اكتشاف «قارب أثري ترفيهي» تحت مياه البحر المتوسط قرب الإسكندرية
كشف المؤرخ المعروف بسام الشماع، عن خبر ورد عبر صحيفة الجارديان، البريطانية، والذي أفاد عن كشف أثري جديد، تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، والذي وصفته الصحيفة بأنه كشف أثري نادر.
وقال "الشماع" إنه وفقًا للجارديان البريطالنية، فإنه تم العثور قبالة ساحل مدينة الإسكندرية على قارب ترفيهي مصري قديم يطابق وصفًا أورده المؤرخ اليوناني سترابون في القرن الأول الميلادي.
النصف الأول من القرن الأول الميلادي
ووفقًا للصحيفة فإن القارب، يرجع تاريخه إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، حيث يبلغ طوله 35 مترًا، وصُمم لحمل جناحٍ مركزي يضم مقصورة فاخرة التجهيز، مؤثثه ببذخ.
وأشار الشماع إلى أن الجغرافي والمؤرخ والفيلسوف اليوناني سترابون عاش ما بين 64 ق.م إلى 24 م، زار مدينة الإسكندرية بين عامَي 29 و25 ق.م، وكتب عن مثل هذه القوارب قائلاً، “هذه السفن مُهيأة ببذخ، ويستخدمها البلاط الملكي في النزهات، وكذلك جموع المحتفلين الذين ينطلقون من الإسكندرية عبر القناة إلى الأعياد العامة ليلًا ونهارًا، تمتلئ القوارب بأناسٍ يعزفون الناي ويرقصون بلا قيود وبقدر كبير من الانغماس”، وكشف علماء الآثار عن القارب الترفيهي قبالة الإسكندرية في موقع يتوافق مع وصف سترابون، بحسب ما ذكرته صحيفة الجارديان أول أمس الاثنين.
وتم العثور على القارب قرب جزيرة رودوس المغمورة حاليًا، والتي كانت يومًا جزءًا من الميناء الكبير للإسكندرية، المعروف باسم بورتوس ماغنوس.
وأُجريت أعمال الحفر بواسطة المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء، بقيادة أستاذ الآثار البحرية الزائر بجامعة أكسفورد، فرانك غوديو.
وقال غوديو لصحيفة ذا غارديان، "إنه أمر مثير للغاية، لأنه لأول مرة يتم اكتشاف قارب كهذا في مصر، لقد ورد ذكر هذه القوارب في كتابات عدد من المؤلفين القدماء، مثل سترابون، كما ظهرت أيضًا في بعض الأعمال الفنية، مثل فسيفساء بالسترينا، حيث يظهر قارب مشابه لكنه أصغر كثيرًا، ويرافقه نبلاء يصطادون فرس النهر. لكن لم يُعثر قط على شيء مماثل لهذا القارب الفعلي."
وبينما تصوّر الفسيفساء قاربًا يبلغ طوله نحو 15 مترًا، فإن القارب المكتشف حديثًا أكبر بكثير، استنادًا إلى الأخشاب المحفوظة جيدًا، التي يبلغ عرضها أيضًا ما يقرب من سبعة أمتار.

