عاجل

الإمام أحمد الرفاعي .. حكيم الزهد ومؤسس مدرسة التواضع الروحي

الإمام الرفاعي
الإمام الرفاعي

 الإمام أحمد الرفاعي أحد أبرز رموز التصوف السني، ومؤسس مدرسة تقوم على الزهد، والتواضع، وإخلاص النية. وقد خلّف الإمام تراثاً من الأقوال والمواعظ، ما زالت تتردد في المدارس الصوفية حتى اليوم، وتشكّل مرجعاً للسالكين في طريق إصلاح النفس.

إرث من المواعظ.. الشريعة أولاً

وتؤكد المصادر التراثية، وفي مقدمتها البرهان المؤيد والبهجة الرفاعية والبحر المورود، أن الإمام أحمد الرفاعي شدد على مركزية الشريعة في أي طريق روحي, فيقول في إحدى عباراته المنسوبة إليه :"من تهاون في الشريعة حرم نور الحقيقة" فكانت هذه العبارة رسالة واضحة بأن الطريق الصوفي، عند الرفاعي، لا يقوم على المجردات ولا على الادعاءات، بل على التزام عملي ودقيق بالسنة.

مدرسة التواضع ونفي الادعاء

لعلّ أبرز ما يميّز خطاب الإمام الرفاعي هو رفضه المطلق لأي مظهر من مظاهر الكِبر الروحي. ويروي كتاب البرهان المؤيد عنه قوله:"طريقنا مبني على الذل والافتقار إلى الله، فمن رأى لنفسه مقاماً فقد ضل" ,بهذه العبارة ينتقد الرفاعي كل نزعة إلى الادعاء الروحي أو ادعاء الكرامات، مؤكداً أن السلوك إلى الله يبدأ من كسر الأنا.

الإخلاص سر الطريق

وفي سياق حديثه عن الإخلاص، يورد كتاب البهجة الرفاعية: "الإخلاص سرّ من أسرار الله، أودعه قلب من أحبّه من عباده." ,يربط  الرفاعي هنا بين صدق النية وبين القبول الإلهي، واضعاً الإخلاص في صدارة أدوات تزكية النفس.

الإنسان أولاً.. رسالة محبة وسلام

لم يقتصر خطاب الإمام الرفاعي على السلوك الفردي، بل امتدّ إلى علاقة الإنسان بغيره. وقد نقل عنه قوله:"حبّ الخلق دليل على صفاء القلب، والقلوب المظلمة لا تنشر إلا ظلاماً."
وهو توجه يعكس الطابع الإنساني لمنهجه، حيث تصبح المحبة قاعدة السلوك، والتسامح لغة التعامل مع الآخر.

مجاهدة النفس والطريق إلى الصفاء

وفي باب المجاهدة، يشدد الرفاعي على ضرورة العمل الصادق: "جاهد نفسك بالصدق، فإن النفس لا تقاد إلا بزمام من نور" , وبهذه العبارة تختصر رؤيته لرحلة السالك: نضال يومي ضد هوى النفس وصولاً إلى النقاء الروحي.

خطاب أخلاقي وإنساني

ويمثل الإمام أحمد الرفاعي صوتاً روحياً متوازناً وسط عصور تباين فيها الخطاب الديني بين الجفاف الروحي والإفراط العاطفي’ إن رسائله في الإخلاص، والتواضع، والمحبة، والالتزام بالشريعة، تجعل من مدرسته نموذجاً معاصراً يمكن الرجوع إليه في زمن تشتد فيه الحاجة إلى خطاب أخلاقي وإنساني.

تم نسخ الرابط