حول محراب العلم إلى مسرح للجريمة.. كلمة النيابة بمحاكمة جنايني المدرسة الدولية
وصف ممثل النيابة العامة في كلمة مؤثرة الجنايني المتهم بهتك عرض تلاميذ رياض أطفال داخل مدرسة الإسكندرية للغات، بالخائن للأمانة الذي حول محراب العلم لمسرح لجرائمه، حيث تجرد من كل معاني الإنسانية ليستبيح براءة أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم، مستبدلًا ما وجب أن يشعروا به من أمان بخسة بالغة وعدوان.
وكشف المستشار كريم عبد العزيز، رئيس نيابة الاستئناف بالإسكندرية، في مرافعته التي سبقت الحكم، عن الوجه الآخر للمتهم الذي قضى قرابة 30 عامًا بين جدران المدرسة، لينتهي به الحال "ذئبًا بشريًا" يستغل براءة صغارٍ لم يُكملوا عامهم الخامس.
وقال ممثل النيابة: "إن المتهم حول المدرسة من دار للعلم ومهدٍ للأخلاق إلى وكرٍ يفيض بأعمال الفحش، مستغلًا حداثة سنّ الأطفال وانعدام تمييزهم".
المتهم كان يختار ضحاياه بعناية
واستعرضت النيابة سيناريو الجريمة، موضحة أن المتهم كان يختار ضحاياه بعناية، ويستدرجهم تارة بزعم اللهو وتارة بالحلوى والزهور، ليقتادهم واحدًا تلو الآخر إلى "غرفة نائية" بفناء المدرسة، بعيدًا عن أعين الرقباء وكاميرات المراقبة، لينفرد بهم ويمارس أفعاله المشينة.
وتابعت النيابة أن عناية الله هي التي كشفت الستار عن هذا "الشيطان"، حينما قاد القدر والدة إحدى الضحايا للبحث عن "سترة" ابنتها المفقودة يوم 27 نوفمبر الماضي، لتلاحظ تواجد الأطفال في الساحة بلا إشراف، مما أثار شكوكها وفجّر القضية.
واستجابت المحكمة لهذه الحيثيات، مقررةً إحالة أوراق المتهم إلى المفتي وتحديد جلسة فبراير للنطق بالحكم، في رسالة ردعٍ لكل من تسوّل له نفسه خيانة الأمانة.
وقررت الدائرة التاسعة عشرة بمحكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار سمير علي شرباش، إحالة أوراق المتهم بخطف وهتك عرض 5 أطفال داخل مدرسة دولية إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، مع تحديد جلسة دور الانعقاد الأول من شهر فبراير المقبل للنطق بالحكم.
صدر القرار بعضوية المستشارين طارق إبراهيم أبو الروس، وسامح سعيد سمك، ومحمود أحمد الغايش، وبحضور المستشار فيلوباتير ناصر وكيل النائب العام، وسكرتارية عمرو زكي.
وجاء قرار المحكمة استجابةً للمرافعة التي ساقتها النيابة العامة، ممثلةً في المستشار كريم عبد العزيز، رئيس نيابة الاستئناف، التي وصفت المتهم بـ"الذئب البشري" الذي خان الأمانة بعد 30 عامًا من العمل في محراب العلم، مطالبةً بتوقيع عقوبة الإعدام ولا شيء غيرها، "جزاءً وفاقًا لما استباحه من براءة صغارٍ لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم".