حزب النهضة الفرنسي: زيارة «ماكرون» للعريش حملت رسائل سياسية ودبلوماسية قوية

أكدت الدكتورة منال خليفة، عضو حزب النهضة الفرنسي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، وتحديدًا إلى ميناء العريش الواقع على بعد 50 كيلومترًا فقط من قطاع غزة، تحمل رسائل سياسية ودبلوماسية قوية.
وأوضحت، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اختيار ماكرون للعريش في هذا التوقيت الدقيق ليس عابرًا، بل خطوة محسوبة تؤكد موقف باريس الواضح من تطورات الأزمة الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بمخططات التهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون.
رفض التهجير القسري
أشارت خليفة إلى أن الزيارة تمثل تجديدًا للدعوة الأوروبية لضرورة العودة إلى خيار حل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مضيفه أن فرنسا من خلال هذه الزيارة، ترفض صراحة أي مخططات لفرض واقع جديد بالقوة على الأرض، وعلى رأسها التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وفي سياق تحليلها للموقف الفرنسي، أكدت عضو حزب النهضة أن ماكرون يُجسد ما تبقى من "صوت الاعتدال" في الساحة الغربية، في وقت سادت فيه قرارات متطرفة خاصة خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اتسمت بانحياز واضح لإسرائيل، بحسب قولها، مبينه أن زيارة ماكرون تعيد التوازن جزئيًا للمشهد الدولي، وتُثبت أن أوروبا لا تزال حاضرة سياسيًا في الشرق الأوسط، حتى وإن كان تحركها محدودًا حتى الآن.
الهدنة لا تزال بعيدة
وحول احتمالات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رأت خليفة أنه لا يوجد حل سريع في الأفق حاليًا، في ظل تعقيد المشهد الميداني والسياسي، وتصلب المواقف بين الأطراف المتصارعة، مشدده على أن زيارة الرئيس الفرنسي للعريش ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل رسالة سياسية واضحة تُعبّر عن موقف أوروبي رافض للتصعيد وللسياسات الإسرائيلية التي تتعارض مع القانون الدولي.
واعتبرت خليفة أن زيارة ماكرون للعريش تفتح بابًا أمام فرنسا لاستعادة دورها التقليدي كقوة وسيطة ومحايدة في الصراع العربي-الإسرائيلي، في وقت تشهد فيه المنطقة استقطابًا حادًا وصمتًا دوليًا مقلقًا، ولفتت إلى إن التحرك الفرنسي، وإن جاء متأخرًا، لكنه يعيد التأكيد على أن أوروبا لا تزال تملك هامش تحرك دبلوماسي يمكن أن يسهم في خفض التوتر وإعادة طرح المبادرات السياسية على طاولة التفاوض.

زيارة رمزية بمضمون سياسي
خلصت الدكتورة منال خليفة إلى أن زيارة ماكرون إلى العريش تمثل موقفًا أخلاقيًا ودبلوماسيًا يُحسب لفرنسا، وتُرسل إشارات قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة العودة إلى طاولة الحل السياسي ورفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر وسائل التهجير أو تغيير الواقع الديموغرافي في غزة.