ضغوط متزايدة على عمدة لندن للتصدي لتعاطي "الكراك" في مترو الأنفاق

تحت ضغط متصاعد، يواجه عمدة لندن صادق خان، مطالبات متزايدة للتصدي لظاهرة تعاطي مخدر "الكراك" في قطارات مترو الأنفاق وهو نوع من الكوكايين المركَز والرّخيص، حيث تصاعدت الدعوات لتكثيف الوجود الأمني على شبكة النقل العامة في العاصمة البريطانية.
وبحسب صحيفة تليجراف البريطانية، ظهرت صور خلال عطلة نهاية الأسبوع لرجل يتعاطى الكراك داخل إحدى عربات المترو، مما أثار موجة من الاستنكار بين الركاب والمجتمع المحلي.
الصور، التي تم نشرها عبر موقع "ريدت" من قبل أحد المسافرين، أظهرت رجلاً يتصرف بطريقة غير طبيعية قبل أن يحاول إشعال "أنبوب كراك".
وصف الشاهد الرجل بأنه كان في حالة سكر شديد، حيث كان يحمل تعبيرًا غبيًا على وجهه، بالإضافة إلى سعال مستمر وبصق على الأرض.
تصرف "غير مقبول"
أثار الحادث ردود فعل غاضبة على جميع الأصعدة، حيث وصفه أحد الوزراء الحكوميين بأنه "غير مقبول تمامًا"، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه التصرفات.
في تصريح له عبر شبكة "LBC" ، اليوم الإثنين، شدد السير خان على ضرورة أن يدرك الجميع أن خرق القانون غير مقبول سواء في مترو الأنفاق أو في الأماكن العامة الأخرى.
وأكد أن شبكة "TfL" ليست فقط تحت إشراف الشرطة البريطانية، بل هناك أيضًا شرطة النقل البريطانية التي تتحمل مسؤولية ضمان الأمان في جميع أنحاء الشبكة، سواء على السطح أو تحت الأرض.
من جانبها، قالت سوزان هول، العضو في جمعية لندن عن حزب المحافظين إن المشكلة هي أن لندن بدأت تشعر وكأنها أصبحت أكثر خطرًا يومًا بعد يوم، وهذا يمتد إلى السكك الحديدية عندما يسمح عمدة لندن بفقدان 1,700 ضابط من الشرطة، ومع ذلك يصر على أن سلامة العاصمة هي أولويته، فإننا نواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على الأمان في المدينة."
من جانبه، أشار بوب سيلي، الوزير السابق في حزب المحافظين، إلى أن هذا الحادث يعد أحد العديد من الأسباب التي تجعله يفقد الثقة في عمدة لندن. وقال إن عمدة المدينة يولي اهتمامًا أكبر بالسياسات المتعلقة بالهوية والإشارات الفضائلية، بدلاً من التركيز على تعزيز الأمن في العاصمة، قائلا: ما نحتاجه هو زيادة عدد رجال الشرطة في المترو لضمان سلامة المواطنين.

كارثة حقيقية
في تصريح حاد، وصف لي أندرسون، رئيس حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، عمدة لندن صادق خان بـ"الكارثة" على العاصمة.
وقال إن لندن أصبحت أكثر خطورة، وأكثر تكلفة، وأقل قابلية للتعرف عليها منذ تولي خان المسؤولية، الذي فشل في مواجهة الجريمة، وفي معالجة أزمة الإسكان، وفي تلبية احتياجات سكان المدينة. حان الوقت لأن تنتهي فترة حكمه في قاعة المدينة".
وأظهر استطلاع للرأي بين ركاب هيئة النقل في لندن "TfL" أجري بين يونيو وأغسطس من العام الماضي أن حوالي 34% من المشاركين شعروا بالقلق أثناء استخدام وسائل النقل العامة.
وتوظف الهيئة حوالي 200 ضابط دعم عمليات النقل والتنفيذ لمكافحة الجريمة والسلوك غير الاجتماعي. ومع ذلك، ما زال البعض يعتقد أن هذا العدد لا يكفي لمواجهة تصاعد الجريمة.
معدل جريمة منخفض
أصرت هايدي ألكسندر، وزيرة النقل، على أن مترو الأنفاق يُعد "بيئة ذات معدل جريمة منخفض نسبيًا"، وقالت إن الوضع الذي وصفته بخصوص شخص يدخن الكراك في مترو لندن أمر غير مقبول تمامًا.
وأوضحت ألكسندر أن شبكة النقل في لندن، وكذلك في جميع أنحاء البلاد، تُعتبر بيئة ذات معدل جريمة منخفض نسبيًا، ولكن، إذا تزايدت الحوادث، سواء في مترو الأنفاق أو الحافلات أو الترام، فإنها ستُعالج من قبل الشرطة بالتعاون مع الضباط المعنيين بتنفيذ القوانين في المترو."
رغم هذا، لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، حيث سبق أن ظهرت مقاطع فيديو في ديسمبر 2023، أظهرت رجلاً وهو يدخن الكراك في مترو الأنفاق في مشهد صادم آخر.
وقد أكدت هيئة النقل في لندن في ذلك الوقت أنها تحقق في الحادث بشكل "عاجل"، وأصدرت نداء للحصول على معلومات من الشهود.
من خلال هذه التصريحات، يظهر أن السلطات تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية لمكافحة هذه الظواهر، بينما تستمر الضغوط على عمدة لندن والحكومة المحلية لضمان توفير بيئة آمنة لجميع الركاب.