رحلة 7 أيام لـ«آسر» رعب وعذاب.. بدأت بشراء حلوى وانتهت بخطف من رجل عقيم بسوهاج
يدان صغيرتان ممسكتان بخمسة جنيهات.. وأعين متسعة مليئة بالفرحة وقلب لا تسع الدنيا ما بداخله من بهجة.. هكذا كان الطفل "آسر" وهو ذاهبًا إلى محل بيع الحلوى دون مرافقة أحد وكأنه يقول لحاله أنا ذات خمس سنوات ولكن أستطيع أن اعتمد على ذاتي وكأنني أصبحت في الخامسة عشر من عمري، وقد اعتاد الصغير على الذهاب لمحل بيع الحلوى كل يوم إذ أنه يرافق والدته يوميًا والتي تعمل عاملة في مستشفى طهطا العام لمساعدة أسرتها.
بينما "آسر" يلهو بجوار أحد المحال التجارية كانت هناك أعين خطرة وتحمل نوايا السوء له، والطفل وجميع من يحيطون به غافلون عن تلك الأعين والنوايا السيئة، وعندما دقت الساعة قرابة الثانية عشر ظهراً يوم الخميس الماضي الموافق ٢٨ من شهر نوفمبر الماضي، امتدت يد السوء لاختطاف أسر والذهاب به بعيدًا عن أعين المارة ومن يعرفه ومن لا يعرفه.
رجل غريب لا يمد للطفل بأي صلة إلا أنه قرر بتشجيع من شيطانه الرجيم اختطاف أي طفل حتى يكون أبنًا له بعدما لم يرزقه الله بأبناء من صلبه.
سير عشرات الكيلو مترات
اصطحب المتهم الطفل آسر في رحلة سير من مدينة طهطا وحتى قرية بني هلال التابعة لمركز ومدينة المراغة، رحلة يملأوها الخوف والتعب والجوع والعطش رحلة لا يرى منها الطفل المختطف شئ معلوم فكل ما بها مجهول.
7 أيام مرت على الطفل المختطف رفقة المتهم الخاطف ما بين خوف ورعب مضافًا إليهما الضرب والتعذيب والنوم أرضًا أسفل كنبة في منزل المتهم، كل هذا والطفل لا يرى نوما ولا راحة ولا أمان ولا يرغب في شئ سوى العودة إلى أمه وكلما طالب بهذا تلقى صنوفًا من العذاب والضرب على يدي المتهم، وكان يردد على مسامعه أنه أصبح والده وأن عليه أن ينسى أمه وأبيه وكل أسرته الحقيقة.
مرت الأيام السبع عجافًا على الطفل وأسرته ولاسيما أمه التي لم تكد ترى نوما ولا راحة طيلة تلك الأيام ولم تذر شئ تفعله حتى يعود لها فلذة كبدها.
ومن جهتها وضعت الجهات الأمنية بقسم شرطة طهطا خطة أمنية محكمة وجّه خلالها اللواء دكتور حسن عبدالعزيز مدير أمن سوهاج بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة.
وبالفحص وتفريغ كاميرات المراقبة بالمستشفى والمحل، تمكنت فرق البحث من تحديد هوية المتهم، وتبين قيامه باستدراج الطفل من أمام السوبر ماركت بدعوى شراء الحلوى، ثم مغادرة مدينة طهطا متجهًا إلى محل إقامته بسوهاج.
وأسفرت جهود التحريات عن تحديد مكان احتجاز الطفل داخل أحد المنازل، حيث جرى إعداد مأمورية بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتمت مداهمة الموقع وضبط المتهم وزوجته، وتحرير الطفل دون أي إصابات.
وخلال التحقيقات، اعترف المتهم بمحاولة اختطاف الطفل بدافع معاناته من العقم وتعرضه لضغوط أسرية، مؤكدًا أنه كان ينوي الاحتفاظ به بدافع الرغبة في تبني طفل.
وقد أعيد الطفل إلى والدته وسط حالة من الارتياح بين المواطنين، الذين تابعوا جهود البحث منذ اللحظات الأولى للبلاغ.
