هبوط حاد في أسعار النفط بسبب تصاعد التوترات التجارية ومخاوف الركود

واصلت أسعار النفط تراجعها مطلع الأسبوع الجاري، متأثرة بتصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف واسعة النطاق من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود قد تقلص الطلب على الخام بشكل كبير.
 

شهد خام برنت تراجعًا حادًا تجاوز 2.3% ليصل إلى 64.02 دولارًا للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.45% مسجلًا 60.45 دولارًا، بعد أن كانت الأسعار قد سجلت خسائر أسبوعية تقارب 11%.
 

ويُعزى هذا الانخفاض، وفقًا لمحللي الأسواق، إلى تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعدما فرضت الصين رسومًا جمركية جديدة على واردات أميركية بنسبة 34%، كرد انتقامي على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم أن الرسوم لم تشمل النفط بشكل مباشر، إلا أن تداعياتها على النشاط الاقتصادي العالمي أثارت قلق المستثمرين.
 

المحلل ساتورو يوشيدا من شركة "راكوتين للأوراق المالية" أكد أن مخاوف الركود العالمي، بالإضافة إلى خطط "أوبك+" لزيادة الإنتاج، هي أبرز الأسباب وراء الضغط المتزايد على أسعار النفط. وتوقع يوشيدا أن يهبط خام غرب تكساس إلى ما دون 55 دولارًا للبرميل، إذا استمر أداء سوق الأسهم بالتدهور.
 

وفي سياق متصل، شدد وزراء "أوبك+" على ضرورة التزام الدول الأعضاء بسقوف الإنتاج المتفق عليها، مطالبين الدول التي تجاوزت حصصها بتقديم خطط تصحيحية في أقرب وقت، وذلك في محاولة لضبط التوازن في السوق.
 

من جهة أخرى، حذر رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، جيروم باول، من أن الرسوم الجمركية الأخيرة قد تؤدي إلى نتائج اقتصادية تفوق التوقعات من حيث تأثيرها السلبي، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.

ويري المحللون  أن أسواق الطاقة تمر بمرحلة حرجة، وسط اضطرابات تجارية عالمية وضغوط عرض إضافية، مما يجعل استقرار الأسعار في المرحلة المقبلة مرهونًا بتطورات السياسة الدولية وتحركات كبار المنتجين.