شوقي علام يحذر من توظيف السيرة النبوية في صراعات سياسية معاصرة
حذر فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، من محاولات بعض الجماعات المعاصرة استغلال بعض مراحل السيرة النبوية، وتحديدا فترة الدعوة السرية في مكة، لتبرير أنشطتها السياسية التي تمارس بعيدا عن العلن.
جاء هذا التصريح خلال لقائه على قناة "الناس"، حيث شدد على أن هذه الجماعات تعتمد على قراءة مجتزأة للسيرة، وتستخدمها كغطاء شرعي لخدمة مصالحها الضيقة.
انتقائية في قراءة التاريخ
وأوضح الدكتور علام أن تلك الجماعات تتعمد التركيز فقط على مرحلة ما قبل الهجرة، وتُسقطها على واقع مختلف تمامًا، معتبرًا أن هذا النهج يمثل تشويهًا للتاريخ وتجريدًا للوقائع من سياقها الزمني والاجتماعي.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لجأ للسرية في بداية الدعوة بسبب بطش قريش وخطورة المواجهة في ذلك الوقت، وهو وضع لا يمت بصلة إلى الظروف التي تعيشها هذه الجماعات في الوقت الحالي.
واقع مختلف ومرجعية مؤسسية
وأكد المفتي السابق أن الواقع المعاصر مختلف جذريًا، فالمجتمعات الإسلامية اليوم تتمتع بوجود مؤسسات دينية راسخة مثل الأزهر الشريف، إضافة إلى علماء وفقهاء يقومون بحماية الدين من التوظيف الحزبي والتفسير الانتقائي.
وأضاف أن تبرير العمل السري في ظل دول ومؤسسات تحمي حرية الدعوة الدينية هو "قياس غير صحيح ومخالف للمنهج الشرعي".
تشويه للسيرة وتحريض على الفتنة
وختم الدكتور شوقي علام حديثه بالتأكيد على أن هذا النوع من القراءات المغلوطة لا يؤدي إلا إلى تأجيج الصراعات داخل المجتمعات، بدلا من تعزيز قيم التعايش والسلم، موضحًا أن السيرة النبوية جاءت لتبني مجتمعًا راشدًا يقوم على الوضوح والصدق لا على السرية والانقسام.
وفي وقت سابق، يعقد الجامع الأزهر اليوم ملتقى السيرة النبوية الخامس والثلاثون، والذي يناقش على مائدته: "فتح مكة.. الحدث والعبرة"، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش: "فتح مكة.. الحدث والعبرة"
ويستضيف الملتقى كل من: أ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأ.د نادي عبدالله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ويدير الحوار: د/ فؤاد حسان، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.
