عاجل

رويترز: ماهر الاسد اللاعب الرئيس بمحاولة التحريض على إسقاط نظام الشرع

ماهر الأسد
ماهر الأسد

كشف تقرير استقصائي أجرته وكالة رويترز أن كمال حسن ورامي مخلوف، وهما من أبرز المسؤولين السابقين في نظام بشار الأسد المخلوع، يعملان من مقرهما في موسكو على تشكيل ميليشيات جديدة تضم مقاتلين من الطائفة العلوية في الساحل السوري ولبنان.

ماهر الأسد
ماهر الأسد

وبحسب التحقيق، ينفق الرجلان، إلى جانب فصائل أخرى، ملايين الدولارات لتجنيد أكثر من 50 ألف مقاتل، في محاولة لإشعال انتفاضتين ضد الحكومة السورية الجديدة واستعادة النفوذ الذي خسراه بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ووفق أربعة مصادر من العائلة، فإن بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا في 8 ديسمبر 2024، بات متقبلًا لفكرة العيش في المنفى، بينما لا يزال شقيقه ماهر الأسد وآخرون غير قادرين على استيعاب فقدان السلطة، حيث إن ماهر الأسد ما زال يسعى كدور رئيسي في التخطيط لإسقاط نظام أحمد الشرع في سوريا.

وتشير الوثائق والمقابلات التي استند إليها التقرير إلى أن حسن ومخلوف يسعيان للسيطرة على شبكة تضم 14 غرفة قيادة تحت الأرض قرب الساحل السوري، بجانب مخابئ أسلحة، وأكد ضابطان ومسؤول محلي صحة وجود هذه المواقع، كما اطلعت رويترز على صور تظهر تجهيزاتها.

أحداث الساحل السوري 
أحداث الساحل السوري 

ويتابع حسن التواصل مع قادة ميدانيين ومستشارين، معربًا عن غضبه لفقدان نفوذه وساعيًا لرسم تصوراته حول مستقبل الحكم في الساحل. 

أما مخلوف، فيظهر أمام أنصاره بوصفه "المنقذ" الذي سيقود "المعركة الكبرى"، مستندًا إلى خطابات دينية ونبوءات "آخر الزمان"، ولم يستجب الرجلان لطلبات رويترز للتعليق، كما لم يصل أي رد من بشار أو ماهر الأسد.

وبموازاة ذلك، دفعت الحكومة السورية الجديدة بشخصية علوية بارزة، خالد الأحمد، وهو صديق طفولة للرئيس أحمد الشرع، لتأكيد أن مستقبل الطائفة العلوية سيكون داخل سوريا الجديدة. 

وقال محافظ طرطوس أحمد الشامي إن السلطات على علم بالمخططات، وإن قدرة هؤلاء على تنفيذ شيء فعلي باتت محدودة بسبب ضعف إمكانياتهم وتراجع فعالية شبكة غرف القيادة.

ويكشف التحقيق أن مخلوف وحسن ينفقان مبالغ ضخمة لتأسيس قوات تابعة لهما، ولديهما ممثلون في روسيا ولبنان والإمارات. 

ويقول حسن إنه يقود 12 ألف مقاتل، فيما تشير وثائق منسوبة لمخلوف إلى أنه يشرف على 54 ألف مقاتل موزعين على 80 كتيبة، يتقاضى أفرادها رواتب تتراوح بين 20 و30 دولارًا شهريًا.

بشار الأسد وماهر الأسد 
بشار الأسد وماهر الأسد 

وتوضح سجلات مالية تحويلات جرت بواسطة ضباط بارزين، بينها ستة ملايين دولار دفعها مخلوف كرواتب، منها 976,705 دولارات في مايو الماضي. 

كما حصلت مجموعة تضم خمسة آلاف مقاتل على 150 ألف دولار في أغسطس، ووسعى فريق مخلوف للحصول على أسلحة من مخابئ قديمة ومن مهربين، دون وجود دليل على وصول شحنات جديدة.

وتظهر وثائق تعود إلى يناير 2025 خططًا لبناء قوة شبه عسكرية من 5,780 مقاتلاً اعتمادًا على مراكز القيادة السرية، لكن هذه الخطط لم تنفذ، فيما بقيت المراكز موجودة ولكن شبه مشلولة. 

وبعد فرار كبار قادة النظام في ديسمبر 2024، لجأ ضباط من الرتب المتوسطة إلى تجنيد شبان علويين تم تؤكهم بلا مورد بعد حل الجيش السوري.

وفي مارس، سقطت قوة حكومية في كمين بريف اللاذقية أدى إلى مقتل 12 وأسر أكثر من 150، ثم قُتل 128 من الموالين للنظام لاحقًا، وفق تأكيد ضباط تحدثوا لرويترز.

وعقب فشل الانتفاضة، أعلن مخلوف في مارس أنه فتى الساحل المؤيد بقوة من الله لنصرة المظلومين، متجنبًا الإشارة إلى وجوده في موسكو حيث يقيم في طابق خاص بفندق راديسون تحت حماية مشددة، وقد أمضى سنوات العزلة في كتابة ثلاثة مجلدات حول التفسير والتراث الإسلامي. 

وتشير رسائله إلى اعتماده على نبوءات دينية، واصفًا الرئيس الشرع بـ"السفياني". كما تكشف وثائق مالية تحويلات لتمويل كتائب يفوق عدد أفرادها 54 ألفًا.

أما كمال حسن، المسؤول السابق عن منظومة الاحتجاز العسكري، فيعيش في فيلا بالعاصمة الروسية، وقد أنفق نحو 1.5 مليون دولار على 12 ألف مقاتل منذ مارس. 

وأرسل تسجيلات صوتية يدعو فيها أنصاره للصمود وعدم تسليم أسلحتهم، فضلًا عن إنشاء غطاءً إنسانيًا باسم "منظمة إنماء سوريا الغربية" استخدمه لتمويل إسكان 40 عائلة ودفع رواتب لضباط في لبنان، بجانب تنظيم فريق من 30 مخترقًا إلكترونيًا هاجموا أنظمة الحكومة الجديدة.

ويشير التحقيق إلى أن ماهر الأسد، المقيم أيضًا في موسكو، لا يزال يحتفظ بتأييد آلاف الجنود السابقين، لكنه لم يقدم أي أموال أو أوامر حتى الآن.

وتتجنب روسيا دعم حسن ومخلوف، وقال دبلوماسيون إن أولويتها الحفاظ على قواعدها في الساحل السوري. وأكد محافظ طرطوس أن زيارة الرئيس الشرع إلى روسيا في أكتوبر تخللتها مناقشات حول نشاط هذه الشخصيات.

ويعتمد الرئيس الشرع على خالد الأحمد الذي كان مقرّبًا من الأسد قبل أن يحوّل ولاءه منتصف الحرب، فيما يرى الأحمد أن التعافي الحقيقي يمر عبر القضاء على جذور الكراهية الطائفية، وتعزيز الثقة بين الطائفة العلوية والحكومة الجديدة، باعتبار ذلك الطريق الوحيد نحو بناء سوريا قادرة على المصالحة مع نفسها.

تم نسخ الرابط